- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لهذه الأسباب رفض سعود الفيصل لقاء كيري في باريس

saoudباريس – بسّام الطيارة

هل أرادت الإدارة الأميركية «تلطيف» أقوال جيفري فيلتمان فأعلنت قبل يومين أن «السبب الأساسي لزيارة وزير الخارجية جون كيري إلى باريس هو للقاء نظيره السعودي سعود الفيصل»؟

ولكن الزيارة لم تحصل. ولم يلتق سعود الفيصل مع نظيره الأميركي؟ لماذا؟ أولاً لم يكن هناك داع لهذا اللقاء بعد لقاءهما في ٢٤ أيلول/سبتمبر في سياق لقاءات الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة. ولكن اندفاع الأمركيين لـ«تثبيت» موعد في باريس حيث كان الأمير السعودي في زيارة قصيرة، إن دل على شيء فهو الرغبة بإصلاح ما تلفظ به السفير الأميركي السابق ومساعد الأمين العام لمجلس الأمن الحالي فليتمان، وهو ما يؤكد بشكل مباشر «صحة» ما نشر.
وما قاله فليتمان ليس بالقليل: فهو لم يتردد من القول « «لم أر أوقح وأسوأ من الحكومة السعودية»، مضيفاً: «لا أعرف كيف ستواصل هذه الإدارة الحكم»، ولم يطلب من زواره كتم ما قاله. إذا حديثه كان «on» وليس «off» أي أنه قصد توجيه رسالة إلى الحلف الأول لأميركا في المنطقة.
ولكن عندما نطق فليتمان بهده الكلمات هل كان يتحدث وقد وضع على رأسه الخوذة الأممية أم أنه كان يستجلب التذكير بكونه موظف عال في الديبلوماسية لا يمكن أن يقوم بأي مبادرة لا ترضى الإدارة في واشنطن أيا كان موقعه في الهرم الأممي؟
حديثة عن العراق وقوله «انه بعد خلاف السعوديين مع العراق، قطعوا كل العلاقات معه، ولم يعد مسؤولوها يتحملون رؤية أي شيء جيد في هذا البلد» يشير إلى أنه لا يغرف من المسائل التي تنكب عليها مسؤولياته في مجلس الأمن بشكل مباشر. ومن ثم حديثه عن لبنان حيث كان سفيراً في بيروت ووصفه السعودية بأن دورها في بلاد الأرز «تعطيلي» يدل على أنه يعتمد على ما سبق وعرفه عندما كان الداعم الأول …لحلفاء السعودية في لبنان.
ولم يستطع أن يتماسك ويبتعد عن خوذة السفير السابق والموضف الكبير فتحدث عن المسألة الإيرانية بقوله «عندما رأوا علامات تقارب أميركي ـــ إيراني جن جنونهم» وينهي بسؤال وجد أذناً صاغية وحاقدة في الرياض «هل يُعقل هذا الحقد؟».
كيري دفع ثمن «فورة أعصاب» جيفري فليتمان. لم يكن بمقدور الإدارة الأميركية إلا أن «تحاول ترطيب الأجواء» فأصدرت هذا البيان الغريب : «السبب الأساسي لزيارة وزير الخارجية جون كيري إلى باريس هو…»، إلا أن سعود الفيصل الأمير لن يكتفي بهذه البادرة على أهميته.
يقول عديد من المراقبين إن جنيف ٢ وليس التقارب مع إيران هو الذي يقف وراء التوتر بين واشنطن. إذ ترى الإدارة أن الرياض باتت تعمل على إفشال جنيف ٢ بكافة السبل، وهذا يمكن أن ينعكس على الاتفاق الروسي الأميركي، الذي يحمل في طياته الكثير من التفاصيل والتي لا تتوقف على الساحة السورية فقط. كما يعبر عن استجابة للعديد من طلبات «ضرورة قطع العلاقة الخاصة مع نظام رجعي» التي بدأت المواقع الإعلامية الأميركية تتناقلها على ألسن سياسيين أميركيين.
وقد حاولت خطوة كيري التخفيف من الغضب السعودي إلا أن خطوة سعود الفيصل الرافض للقاء تشير إلى أن المملكة الوهابية ممسكة بأوراق قوية لم تظهرها حتى الآن أكان ذلك في مصر أم في لبنان أم في العراق، إضافة إلى سوريا. إلا أنه من المستبعد أن يذهب الفراق بعيداً على المدى القصير ولكن من غير المستبعد أن يحصل طلاق على المدى الطويل خصوصاً وأن أميركا تستعد لتصبح أكبر منتج للنفط في السنوات المقبلة بعد أن بدأت باستغلال الغاز الصخري.