
علي مملوك: ماذا أحصل مقابل التعاون؟
بيروت – «برس نت»
«عاد التعاون الأمني بين دمشق والعواصم الأوروبية» هذا ما أكده مصدر أمني كبير في بيروت لـ«برس نت» شرط كتم هويته. وبعد تردد بسيط يتابع المصدر «بأن مسار التعاون لم يأخذ سكته السابقة». نسأل كيف؟ يقول «في السابق كان التعاون قائم بشكل أوتوماتيكي ويستهدف الإرهاب العالمي، أما اليوم فبات يأخذ شكل صفقات» ويستفيض بالشرح قائلاً «مبدأ العمل بات إذا أعطيتك هذا ماذا عندك مقابله بات الأمر مقايضة».
مسؤول أمني أوروبي تشمل بيروت قاعدة عمله يؤكد هذا الحديث ويأسف لأن الأمور أخذت هذا المنوال، ويشدد على أن العواصم الأوروبية بأمس الحاجة إلى معرفة «ما يفعله مواطنيها في سوريا» في إشارة إلى الجهاديين الآتين من الدول الأؤروبية. ويشرح نريد أن نعرف « كم هو عددهم؟ ما هي ارتباطاتهم؟ هل هم امتداد لشبكات في أوروبا؟». ويتابع قائلاً «الخوف الكبير هو أن يعودوا إلى بلادهم و«يذوبوا» في المجتمعات الأوروبية ليكونوا قنابل موقوتة مرتبطة بتوقيت يضعه تنظيم القاعدة. ويشدد على أن الخوف الأكبر هو «الإرهابي الكاميكازي المنعزل» الذي لا اتصلات له مع الشبكات الإرهابية ولا يتلقى أوامر من أحد، يحركه فقط دافع جهادي لتنفيذ اعتداء إرهابي. وينهي المسؤول عن مركز استخباراتي كبير في المنطقة بالقول «نريد لوائح تمتلكها السلطات السورية» يتردد قليلاً قبل أن يضيف «التعامل مع السلطات السورية بات صعباً».
المصدر الأمني يوكد حديث المسؤول الأوروبي «بالطبع بات التعامل مع السوريين صعباً لأنهم في حالة حرب». ويروي نقلاً عن «زميل أوروبي» ،حسب وصفه، أن هذا الأخير ذهب وقابل رئيس الأمن القومي علي مملوك ليطلب منه إعادة خط التعاون بينهما، فأجابه مملوك «ماذا تعطي مقابل ذلك؟» وعندما سأله ماذا تريد مقابل هذه البيانات أجابه مملوك «أريد الكثير…أنتم تشنون حرباً غير مباشرة علينا لذا فالثمن يجب أن يكون مرتفعاً». وحسب المصدر الأمني فإن مملوك طلب إضافة إلى «عودة بعض أفراد الطاقم الديبلوماسي» أن يتم تبادل المعلومات في الاتجاهين فهو يريد معرفة «بيانات المتابعات التي تبدأ في أوروبا قبل أن يصل الجهاديين إلى سوريا»، ولمح إلى ضرورة «وقف تدفق السلاح النوعي» وأشار إلى أن «الأدوات غير الفتاكة» التي تسلم للمعارضة تعود وتقع في أيدي الكتائب الجهادية وأعطى مثالاً للمناظير الليلية ولبنادق القنص الحديثة المجهزة بكومبيوتر لـ«ضبط الهدف».
المصدر الأمني يؤكد وجود «خطاً ذهاباً مجيئاً للمسؤولين الأوروبيين» إلى العاصمة السورية منهم الألمان والإيطاليين والاسبان إضافة إلى البلجيكيين والسويديين. وينفي معرفته بتحرك مسؤول أمني فرنسي، علمت «برس نت» أنه جاء خصيصاً من العاصمة عمان لمقابلة المسؤولين الأمنيين السوريين. وقال المصدر الذي نقل الخبر إن إرسال رئيس «مكتب عمان تم بسبب علاقاته السابقة مع السوريين». إلا أنه شكك بإمكانية نجاحه في تلين موقف دمشق بسبب الشرخ الواسع الذي أحدثته مواقف باريس الحادة من النظام السوري.