دخلت إسرائيل من جديد في مرحلة التلميح بضربة لإيران لوقف برنامجها النووي.
فقد تحدث بينيامين نتنياهو في حفل أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي، وشدد على «حزم قرارات بن غوريون» ومن دون أن يأت على ذكر إيران ولا برنامجها النووي على الإطلاق، قال إنه «سوف يتخد القرار في الوقت المناسب».
وفي لعب على الكلام وفي إشارات تاريخية أضاف نتنياهو أن بن غوريون «كان يفهم جيدا أن القرار له ثمن باهظ لكنه كان يعتقد أن عدم اتخاذ ذلك القرار سيكون ثمنه أفدح». وأضاف قائلاً: «نحن كلنا هنا اليوم لأن بن غوريون اتخذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة». وهو ما رآه البعض تلميحاً مباشراً إمكانية اتخاذ قرار «في الوقت المناسب» لتوجيه ضربة إسرائيلية لإيران.
وأتت هذه التلميحات في الوقت الذي حذر بقوة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، إسرائيل من الإقدام على مثل هذه الخطوة، واستخدم، لهجة شديدة للتعبير عن قلقواشنطن من أي هجوم عسكري على إيران، مشيراً إلى أنال تقديرات توصلت إلى أن «مثل هذه الضربة ربما تؤخر البرنامج النووي الإيراني عاماً أو عامين لا أكثر».
وحذر أمام حفل مؤيد لإسرائيل من أن« العواقب قد تكون تصعيداً يزج بالشرق الأوسط في مواجهات وصراعات قد نندم عليها».
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني أن نتنياهو «وجه تلميحا لمنتقديه في الداخل والخارج بخصوص الموضوع النووي الإيراني»، وربطت بين توقيت التلميحات الإسرائيلية وبين تصريحات بانيتا.
ولكنها قالت إن عدداً متزايداً من المسؤولين ينتقدون سياسة نتنياهو ومن هؤلاء المنتقدين مئير داغان، الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) الذي حذر علنا منذ ترك منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي، من مخاطر نشوب صراع إقليمي وانتقام إيراني «إذا شنت إسرائيل هجوماً منفرداً». كما أشار ألون بن ديفيد محلل الشؤون العسكرية بتلفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي أيضا إلى وجود رسائل مبطنة حول إيران في خطاب نتنياهو. وكتب بن ديفيد في صفحته بموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «هل تفكرون فيما أفكر فيه» في إشارة إلى قول نتنياهو « إننا سنعمل على الدوام بمسؤولية وشجاعة وتصميم على اتخاذ القرار السليم لضمان مستقبلنا وأمننا».
وفي المقابل يقول ديبلوماسي أوروبي «إن هذا الرعب المهيمن على تفكير الجميع بشأن ضرب المنشأات النووية يمكن أن يقود إلى كارثة لا تحمد قباها» وشدد على أن «أي خطأ في التقدير يمكن أن يقود «إشعال المنطقة» وأن مثل هذه الحرائق اليوم لا يمكن إلا وأن «نعكس سلباً على السلامة الأوروبية».