- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الغزيّون قلقون من المصالحة: حبر على ورق

 

الشاطئ متنفس الغزيّين الوحيد

 غزة ــ سناء كمال

تسود حالة من التفاؤل المشوبة بالحذر والقلق الشديدين أوساط المواطنين الفلسطينيين في غزة في ما يتعلق بالمصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، التي يشككون بحدوثها.

المواطنة فداء عطا الله تشك بإمكانية اتمام المصالحة، لأن الحركتين لا تتفقان على أيديولوجيا موحدة من أجل العمل على مصلحة المواطنين الفلسطينيين، بقدر ما يحاولون جني مكاسب شخصية لحركتيهما فقط لا غير.

وتطرقت فداء إلى الانتهاكات التي ارتكتبها كلا من الحركتين بشأن مناصريهما، وتقول: “سالت العديد من الدماء، في أروقة الشوارع الغزية، خلال الانقلاب، وهو ما أدى إلى تدهور الوضع الاجتماعي في القطاع، وسادت الكراهية، وبالتالي لن تتمكن الحركتين من اتمام المصالحة بين القيادات فقط تاركتين الشعب، يتذوق ويلات الألم وحده”.

أما الفنان التشكيلي نضال أكرم فهو متفائل، ويتوقع بأن الانقسام بات قريباً جداً من النهاية، نتيجة لصدق نوايا الطرفين، والتي يراها واضحة من خلال التصريحات، وتخفيف حدة التراشق الاعلامي بين الطرفين عبر قنواتهما. غير أنه حذر من السماح للتدخلات الخارجية بحرف المسار الوطني، وخصوصاً أن الفصائل الفلسطينية تعلم جيداً أن المصالحة لا تعجب الدول الخارجية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإيران، قطبا الصراع الحديث.

لكن منير أبو شهلا لا يتفق مع نضال، ويرى بأن المصالحة ما هي إلا حبر على ورق، لا يوجد تنفيذ على أرض الواقع يوحي بامكانية تحقيقها كما يريد المواطنون، منوهاً إلى استمرار الاعتقالات السياسية في غزة، وكذلك الحال بالضفة الغربية.

ويعتقد أبو شهلا أن حكومة حماس تزيد من سطوتها على غزة، والمواطنين، وتضرب بيد من حديد من يعارضها، سواء كان بالفكر أو تنفيذ ما تأمرهم به، وإلا يكون مأواهم السجن والتعذيب. ويطالب الحركتين بأن تتاح فرصة التعبير عن الرأي لجميع الناس، وألا تسيطر المحسوبية على البلد، كما يحدث الآن في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعلى صعيد القيادة في حركة “حماس”، يرى مسؤول العلاقات الدولية أسامة حمدان أن الأمور تسير بشكل مناسب وفي الاتجاه الصحيح، داعياً إلى مواصلة الجهود لإنجاح المصالحة، والتفاهمات التي تمت في اللقاء الأخير بين عباس ومشعل.

ونوه حمدان إلى أن الشعب يريد أن يرى نقاط الخلاف انتهت تماماً، مشيرا إلى أن ذلك بحاجة إلى الوقت والجهد وأنه لن يأتي بين ليلة وضحاها، وبحاجة إلى الالتفاف الشعبي حول الاتفاق.

ومن جانبه، يؤكد عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح، أن الفلسطينيين اقتربوا كثيرا من تقرير مصيرهم، واختيار القيادة التي ستتولى زمام أمور البلاد، من خلال الاتفاق مع حماس، على موعد محدد للانتخابات التشريعية والرئاسية. وأوضح الأحمد أن الحركتين توصلتا إلى العديد من التفاهمات حول القضايا العالقة بينهما وعلى رأسها الانتخابات والأجهزة الأمنية التي ستعمل في كل من غزة والضفة الغربية.

 ومن المقرر أن تجتمع حماس بالفصائل يوم العشرين من الشهر الجاري, لمناقشة عددا من الملفات أهمها وضع إستراتيجية وطنية موحدة، ومناقشة طرح أسماء الحكومة المقبلة.