- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جورج إبراهيم عبد الله… ثلاثون سنة خلف القضبان

alain_gresh3آلان غريش

لقد تطرقت عدة مرات في مجلة «لوموند ديبلوماتيك» لقضية جورج إبراهيم عبد الله وبشكل خاص في مقالة شاركت فيها مارينا دا سيلفا تحت عنوان «جورج ابراهيم عبد الله معتقل سياسي يكفّر عن الذنوب» بإصدار أيار/مايو ٢٠١٢ (راجع هنا)، وها هو اليوم في ٢٤ تشرين الأول/أوكتوبر ٢٠٠١٣ ينهي عامه الثلاثين خلف القضبان.
لا يوجد على حد علمي معتقلون سياسيون سجنوا فترة طويلة مثل هذه ما عدا بعض الفلسطينيين المنسيين من قبل الجميع.
إن حالة عبد الله تشكل فضيحة لدرجة أن « إيف بونيه» الرئيس السابق للمخابرات الفرنسية والنائب السابق في البرلمان  طالب بالإفراج عنه  في مقالة نشرت في صحيفة «سود ويست» في ١٧ أيلول/سبتمبر من هذه السنة تحت عنوان «مصير جورج ابراهيم عبدالله» (راجع هنا) كما يمكن قراءة مقالة «باسكال بريستلي» التي تلخص ريبورتاج عرض في «TV5 monde» في ٢٤ تشرين الأول/أوكتوبر تحت عنوان «جورج ابراهيم عبدالله سجين مصالح الدول».
تناول الكاتبان «دانيال شنايدرمان» و«كلوي دولوم» في كتاب عنوانه «إلى حيث ينادينا الدم» قضية جورج ابراهيم عبد الله. وذكرت دولوم وهي قريبة لعبد الله، في موقعها الإلكتروني إنّها قدمت الكتاب لـ«كريستيان توبيرا» وزيرة العدل الفرنسية التي هي من ضمن من لهم حق التدخل في هذا الملف.
وكتبت: «أبي، عمومتي، عائلتي… ضريح أبي، عمّي جورج في السجن. زيارة أبي، هذا أمر أتممته بالفعل، ولكن ما العمل بشأن عمّي؟ جورج ابراهيم عبد الله المعتقل منذ ثلاثين سنة، هو مقاتل لبناني محتجز بزنزانة في فرنسا. إنه معتقل سياسي. كان يمكن أن يفرج عنه شرط أن يرحّل فوراً إلى لبنان، كان يكفي أن يوقّع /مانويل فالس/ (وزير الداخلية) على ذلك. ولكن يبدو أنه تسائل: لماذا إغضاب السفارة الأميركية أو إزعاج دولة إسرائيل من أجل خاطر هذا السجين؟ جورج ابراهيم عبد الله الماركسي الذي يرفع راية القضية الفلسطينية، ينتمي إلى تنظيمات وحروب أصبحت من عصر ماض. رفض فالس التوقيع في كانون الثاني/يناير الماضي، ولم يتزحزح عن موقفه حتى الآن، فلا مصلحة له ولا لفرنسا في هذه القضية.
فلنتذكر برنامج /أدخلوا المتهم/، الذي يتناول جرائم التحرش بالأطفال والقتل وشتى أنواع الانحراف. وبين السلوك الحسن وإطلاق السراح المشروط، يخرج معظم المدانين من السجن خلال 15 سنة. ولكن يبدو أنه في فرنسا، لا يكفّر البعض عن ذنوبهم إلا بالحياة الأبدية، وهكذا يدفعون غالياً ثمن /سنوات الرصاص/ على الرغم من أن ذلك القرن قد انقضى.
في نهاية الأسبوع الماضي، قررت عدم التمتع بـ«الليلة البيضاء» حين تسهر فرنسا طوال الليل لتحتفل بالخريف، وعوضت ذلك بتوصيل نسخةً من «إلى حيث ينادينا الدم» إلى كريستيان توبيرا.
لا يحمل هذا الكتاب في طيّاته أيّ طلسم يقود للحرية، ولا قدرة له على تغيير هذا الواقع. إن إخراج عمّ من السجن أصعب بكثير من قتل جدّة.
الأداء معلّق هنا، فالقول لا يعني الفعل. وعلى الرغم من أن توبيرا امرأة قوية تقعل نا تقول وإن تخيّلنا أنها اقتنعت فعلاً بضرورة خروج  جورج، إلا أنها لن تتمكن من إخراجه. لا تريد الحكومة الفرنسية أن تزعج نفسها من أجل شيوعي عربي عجوز، كان يوماً ما العدوّ رقم واحد ولكن الخوف منه اضمحل اليوم، فما عاد أحد يعرف من هو جورج ابراهيم عبد الله.
فرنسوا هولاند على حق: «السياسة ليست سحراً». ولكن السحر قد يكون سياسياً. إذاً، هذا الشتاء إن دمّر إعصار جدران سجن «لانميزان»، لا يُستبعد أن يتم تبني هذا الفعل، ولهذا السبب أرى ضرورة تعلم اللغة السومرية.
في تصريح صحافي في 23 تشرين الأول، يقول محاميه «جان لوي شالانسي»: «اليوم، في السنة الثلاثين لاعتقاله، يُرفض ترحيله وهو الشرط الوحيد للإفراج عنه،  رغم قرارات القضاة وخلافاً لكل الأعراف المتعلقة بأجنبي حكم عليه جنائياً. يجب التذكير أنه لم يحتجز أيّ معتقل سياسي في تاريخ فرنسا كلّه لفترة طويلة بقدر فترة احتجاز جورج ابراهيم عبد الله».
ويذكر المحامي أيضاً الرسائل التي وجهها النواب من كافة المشارب السياسية والتي تطالب بالافراج عن عبد الله (راجع هنا).
Alain Gresh