بيروت ــ “أخبار بووم”
منذ تشكيل الحكومة اللبنانية، عملت قوى ١٤ اذار، وفي مقدمتها تيار المستقبل، على توجيه الانتقاد تلو الآخر لرئيس الوزراء نجيب الميقاتي. ولم يتوان التيار عن تحدي ميقاتي في عقر داره طرابلس، أكثر من مرة، واخرها من خلال المهرجان الذي نظم قبل فترة في معرض رشيد الكرامي في طرابلس.
أما وبعد نجاح ميقاتي في إمرار ملف تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، فيبدو أن “النجيب” بات يشعر أنه قد أصبح في موقع يخوله الانتقال من خانة الدفاع التي حوصر فيها طوال الأشهر الماضية، إلى موقع الهجوم.
هجوم اختار ميقاتي أن يكون في عقر دار زعيم تيار المستقبل الافتراضي “التويتري”، بعدما قرر استخدام الموقع للحديث عن الشأن اللبناني، تيمناً بسعد الحريري الذي كان اختار موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للتواصل مع جمهوره في ظل اصراره على الغياب عن لبنان.
“التغريدة” على تويتر خصصها ميقاتي للحديث عن حكومته المترنحة بفعل خلافات اصحاب البيت الواحد، وللغمز من قناة رئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون، بتأكيد ميقاتي أنه “ليس كل من يبشّر بالإصلاح هو بالضرورة إصلاحي”، وأن “الناس قادرة على التمييز بين من يسعى لوضع مصلحة البلد أولاً، ومن يسعى لبناء ولاءات شخصية دائماً”، مشدداً على أن “الإصلاح الفعلي يأتي عبر الأفعال لا الأقوال والشعارات… فالإصلاحات البنيوية تبدأ أولاً بتغيير الذهنية ثم عبر تحديث القوانين والتشريعات”.
ملف اخر تطرق إليه ميقاتي مرتبط بالوضع المذري للادارات اللبنانية بقوله “فلنبدأ معاً، اليوم قبل الغد، بتفعيل أجهزة الرقابة، وتحصين المؤسسات القضائية والرقابية والتنظيمية في البلد، بالفعل لا القول”، و”أنا جاهز أيضاً، لاعتماد معايير العلم، والكفاءة، والجدارة، والنزاهة، والتخصّص… في الإدارة وخارجها في كل الأحوال، أنا جاهز، مع الأكثرية الصامتة من اللبنانيين، لوضع حدّ لمنطق الفساد والمحاصصة والمحسوبية وغياب المساءلة في الإدارة وخارجها”.
ومع انضمام ميقاتي لقائمة محبي الدردشة السياسية عبر تويتر، بات اللبنانيون لا يدرون ان كانوا سيجبرون في المقبل من الأيام على التخلي عن متابعة نشرات الأخبار على شاشات التلفزة، ويصبح لزاماً عليهم الانتقال لاستخدام حواسبيهم والاشتراك في مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة آخر مواقف الزعماء السياسيين في البلاد، بعدما تبين أن لموقع تويتر تحديداً جاذبية لدى هؤلاء السياسيين تدفعهم لـ “الفضفضة” عن كل ما يدور في خلدهم من خلف الشاشة.