- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“لعبة الأشرطة” لآمنة بلحاج يحيى

نصيرة بلامين
فريدة، امرأة مطلقة في العقد الخمسين، باحثة، وأم تقتسم حياتها اليومية بين ابنها طفيل وعشيقها زيدون وأمها العجوز التي تعيلها وتهتم بأحوالها كل صبيحة. هذه المرأة التونسية هي امرأة واجبات تربت على مبادئ جيل “بورقيبة”، وها هي اليوم تجد نفسها أمام قسم من المجتمع الجديد يتعذر عليها فهمه، فكم من مرة سألت نفسها لماذا أصبحت تلتقي بالعديد من البنات والنساء المحجبات، واللواتي بات عددهن يتزايد يومًا بعد يوم؟ كيف ألزمت هؤلاء الفتيات اليانعات من الجيل الجديد أنفسهن بارتداء حجاب، بينما أمهاتهن، اللواتي ينتمين الى جيلين ماضيين، أقلعن عن ارتدائه منذ زمان؟
و يتعقد حبك الرواية عندما يقع ابنها طفيل في حب طالبة محجبة، فيسود الظلام في عيني فريدة ويخيم الحزن على قلبها وتخيم الغشاوة على فكرها المتفتح ومبدئها العقلاني.
في جوقة محترفة نظمتها آمنة بلحاج يحيى لنصوص رواية “لعبة الأشرطة، التي صدرت مؤخرًا عن دار”الليزاد” التونسية للنشر، تأخذنا برقة الغزال لتضعنا أمام حقائق مختلفة ومعقدة لتونس جديدة في طور إعادة البناء. ففي الوقت الذي فاز الإسلاميون في كل من تونس وليبيا والمغرب ومصر، بات العديد يتخوف على مستقبل حرية المرأة، فهل يمكن للسافرة والمحجّبة التعايش جنباً إلى جنب من دون تعقيد أو مساس بمكتسبات المرأة من الحرية أو إلحاق ضرر بكيانها ودورها الاجتماعي وحقوقها كإنسانة، أم أن شتاء المرأة قد حل؟