- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لماذا تذهب باريس بعيداً في الملف النووي الإيراني؟

باريس – بسّام الطيارة

بعد أن أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن اتفاقاً حول النووي الإيراني موجود “على الطاولة ويمكن إبرامه”. جاء «الفشل أو التأجيل» كما ذكر البعض ليصب ماء باردة على الآمال التي علقها البعض على نجاح مفاوضات جنيف حول النووي الإيراني والتي هي كما ذكر مصدر روسي «شق من الصفقة الكبيرة التي أبرمت بين موسكو وواشنطن».

وكشف هيغ على أن الخلاف ليس بين إيران مجموعة «٥+١» بل بين المجموعة نفسها إذ قال في حوار مع إذاعة الـ «بي بي سي» «أن وجهات النظر بين مختلف الأطراف أكثر قرباً مما كانت عليه قبل المحادثات. وبالتالي فإننا لم نضيع وقتنا»، من هنا يتبين أن الاختلاف لم ينبع من مواقف أو مطالب أو رفض إيراني بل من داخل المجموعة، وتبين بشكل واضح أن فرنسا كانت وراء التشدد.

ورغم أن البعض تحدث عن ضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة وضغوط سعودية على فرنسا، إلا أن مصدراً فرنسيا أكد لـ«برس نت» أن موقف فرنسي «مبدئي» وأضاف شرط كتم هويته «نفضل تأخير التوقيع على اتفاق جيد أفضل من التوقيع على اتفاق أعرج». إلا أن الهواجس الإسرائيلية لم تكن بعيدة عن الموقف الفرنسي وكان وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس واضحاً بأن كان أول من أعلن «الفشل بشكل موعد جديد للمفاوضات» ولم يتردد من القول بضرورة أخذ هواجس إسرائيل الأمنية بعين الاعتبار بتصريحه «يجب أن يؤخذ بالكامل القلق الأمني لإسرائيل والمنطقة» وهو ما استدعى رداً قوياً من طرف إيران التي ذكّرت بدور باريس في تكوين القوة النووية الإسرائيلية .

ولا يستبعد ديبلوماسي عربي تابع اللقاءات في جنيف من أن تعود فرنسا وتلين موقفها «بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إسرائيل والتي تتم خلال أيام. بالطبع سيكون محرجاً لهولاند أن يصل إلى إسرائيل وقد تم توقيع اتفاق يثير ريبة تل أبيب ولكن ستكون «رحلة مربحة» في حال وصل وقد ظهر أن باريس هي المتشددة في هذا الملف، خصوصاً بعد اللغط الذي دار بسبب تصريح رئيس الكنيس بعدم رغبته بمقابلة الرئيس الفرنسي خلال الزيارة.

رغم العطلة الاسبوعية الطويلة في فرنسا والحدث الفيليبيني فإن «عرقلة باريس» للاتفاق شكلت محور الإعلام الفرنسي المرئي والمسموع والمكتوب وتساءل عدد من المعلقين ما إذا كان موقف باريس مناورة أم سياسة أحادية يمكن أن تقود إلى عزلة جديدة على الساحة الدولية شبيهة بعزلتها في الأزمة السورية التي تأتت بعد الاتفاق الروسي الأميركي.