سيكون على القادة الجدد في ليبيا، امام ضغط الشارع، التركيز على مهمة، تعتبر من العيار الثقيل، تتمثل في حل الميليشيات الثورية سابقاً، التي تحكم قبضتها على البلاد منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي.
وتظاهر عشرات من سكان العاصمة طرابلس، الاربعاء، ضد انتشار السلاح في المدينة واعمال العنف المتكررة التي ينخرط فيها عناصر مليشيات قادمون من مدن اخرى، وكانوا شاركوا في تحرير طرابلس نهاية آب/ اغسطس وظلوا في المدينة منذ ذلك التاريخ.
وتمركز العديد من عناصر هذه المليشيات في مبان رسمية او مقار ومزارع مسؤولي النظام السابق. ويقيم آخرون حواجز في نقاط استراتيجية في العاصمة الليبية. وتملك هذه المليشيات كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والثقيلة استولوا عليها، بشكل خاص، من ترسانة النظام السابق.
فعلى سبيل المثال، يسيطر ثوار الزنتان (غرب) على مطار طرابلس الدولي، في حين استقر آخرون من مصراتة (شرق طرابلس) في مقر المؤسسة الوطنية للنفط.
ويرى عبد الله ناكر الذي قدم على رأس قوة كبيرة من ثوار الزنتان واصبح رئيس مجلس الثوار في طرابلس، ان مغادرة هؤلاء الرجال العاصمة لن تكون سهلة. وتساءل في تصريح لوكالة “فرانس برس”: “من يضمن حقوق المقاتلين؟ ومن سيعوض لهم؟ بعضهم دفع ما يصل الى 12 الف دولار لشراء السلاح. يجب تعويضهم وتكريمهم”.
واكد استحالة ان نقول لهم “شكرا يمكنكم العودة الى دياركم”، مضيفا أنه “لا توجد دولة حاليا، ولم نتلق اي مقترح من الحكومة. عندما تتم اقامة مؤسسات فعلية، سنتحدث في الامر”.
واعلنت الحكومة الليبية الجديدة مراراً، منذ ان تولت مهامها قبل اكثر من اسبوعين، ان نزع الاسلحة في البلاد يشكل احد اولوياتها لكن وعودها لم تعقبها حتى الان افعال.
وكشف وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال في الاونة الاخيرة للوكالة عن خطة للامد القصير لدمج خمسين الفا من الثوار السابقين في قوات الجيش واجهزة الامن. وتشمل الخطة برامج تدريب واعادة تاهيل لمقاتلين في الخارج. لكن لم يتم البدء رسميا في اعمال الخطة بسبب نقص الامكانات المالية.
واكدت الحكومة، الاربعاء، انها بحثت “خطة عمل مقترحة لادماج المقاتلين واعادة تاهيلهم”.
وازاء اعمال العنف و”عجرفة” بعض عناصر مليشيات قادمين من مدن اخرى، اغلق سكان العاصمة الليبية الطرقات والشوراع الرئيسية في المدينة امام حركة المرور، احتجاجا على انتشار هذه المليشيات.
واعلن المجلس المحلي بالعاصمة ان الحكومة تدعم مطالب سكان طرابلس، وأنها منحت اسبوعين للمليشيات لمغادرة العاصمة ووعدت بنزع السلاح من المدينة قبل نهاية العام الحالي، بحسب بيان صدر باللغة الانكليزية عن مكتب رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب.
ودعت الحكومة، الخميس، الثوار الى “المساهمة في مرحلة بناء الدولة الحديثة”، و قطع الطريق امام من “يريدون سرقة الثورة” واشاعة الفوضى في البلاد.