- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أوباما – نتانياهو : الخط الساخن

Najat 2013_2نجاة شرف الدين
من يقرأ الصحافة الأميركية والإسرائيلية هذه الأيام ، يشعر بأن شيئا ما قد تغير في العلاقات بين البلدين الحليفين تاريخيا ،ولو أنه لن يؤثر على الموقف المبدئي للولايات المتحدة الداعمة لأمن إسرائيل ولأولوية حماية وجودها في المنطقة. فالمقالات والتحاليل لم تهدأ بالحديث عن الود المفقود بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ، على خلفية التعاطي الإسرئيلي مع المفاوضات التي جرت في جنيف بين الدول الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي .
التحاليل ذهبت الى إعتبار أن الخلاف يجعل إسرائيل في وضع معقد جداً كما أن واشنطن تشعر بأنها مستهدفة بسلوك إسرائيل الأخير الذي تراه “شنيعا ” . الإعلام عكس أيضا مشهد التحركات السياسية والإتصالات التي لم تهدأ على خط واشنطن تل أبيب ، إضافة الى التحرك الغربي الذي قام به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عبر زيارته لإسرائيل والإستقبال الحافل الذي حظي به ، والذي كان مدار تهكم بعض الصحافيين الإسرائيليين الذين إنتقدوا نتانياهو وإعتبروا أنه لا يقرأ إفتتاحيات الصحف الفرنسية لأنه لو فعل لأدرك أن باريس ” دعامة من قصب ” . معتبرين أن الرئيس الفرنسي الأقل شعبية في تاريخ الجمهورية الخامسة وهو من الأشخاص المترددين والمنقطعين عن الواقع .
الزيارة الفرنسية والتي عول عليها الكثير من المراقبين من أجل توجيه رسالة الى الأميركيين بإمكانية عرقلة الإتفاق مع إيران في الإجتماع المقبل ، بددتها تصاريح هولاند نفسه عندما توقع ان يلبي الإتفاق الذي سيجري التوصل إليه في جنيف المطالب الغربية وإنتهى الى القول ” إن الإتفاق أفضل من الهجوم العسكري ” . الصحف الغربية  تحدثت عن مثلث رافض للإتفاق مكون من إسرائيل ، فرنسا ، والسعودية ، وذهبت السيناريوهات للبحث في إتفاقيات تسلح تبلغ مليارات الدولارات بين السعودية وفرنسا مقابل الموقف المتشدد،  وعن تنسيق إسرائيلي سعودي ، سارعت المملكة السعودية الى تبديده أيضا عبر إصدار بيان  ينفي إي إتصال مع إسرائيل من أي نوع وعلى أي مستوى.وعلى الرغم مما يجمع السعودية وإسرائيل اليوم من علاقة متوترة مع أميركا ، إلا أن ما يجمعهم أكثر هو في الوقت نفسه ، عدم القدرة على التخلي عن أميركا، ولو حاولوا الإيحاء بإيجاد بدائل مؤقتة ومحددة الأهداف وأدت دورها الإعلامي بإيصال الرسالة.
في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الى إسرائيل ، قيل إنه تم التعامل معه باستعلاء وبلهجة غير مهذبة خلال اللقاء مع نتانياهو ، اليوم يصل كيري يوم الجمعة المقبل ، وقد إستبق نتانياهو اللقاء محاولا تمهيد الأجواء عبر تبديد التوتر بالقول ” كيري صديق قديم لي ولإسرائيل وهو يبذل جهده من أجل دفع السلام بيننا وبين الفلسطينيين قدما ، سوف أناقش معه الملف الإيراني وأريد أن أوضح أنه حتى بين الأصدقاء الحميمين هناك أحيانا خلافات في الرأي . وآمل أن أنجح هذا الأسبوع في إقناع صديقنا بالتوصل الى إتفاق أفضل مع إيران التي تعاني اليوم ضغطا إقتصاديا . إن مواصلة هذا الضغط وزيادته يستطيعان أن يعطيا نتائج أفضل ويتيحا التوصل الى حل دبلوماسي ” .
الإعلان عن زيارة كيري سبقه إتصال هاتفي بين أوباما ونتانياهو دام تسعين دقيقة  ، كانت كافية لإعادة حرارة الإتصالات واللقاءات السياسية بين البلدين ، والتي يبدو أنها ستكون مفتوحة بين الجانبين طوال هذا الأسبوع لمواكبة إجتماع جنيف الثاني لا بل ربما سيحتاج الأمر الى خط ساخن بين الرجلين ، كي لا نصل الى مرحلة يمكن ان يصبح فيها تشبيه تسفي بارئيل في صحيفة هآرتس واقعا عندما قال ” إذا لم يتركونا نقصف إيران فسوف نقصف أميركا . يبدو أن هذه هي الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لمواجهة التهديد الإيراني “.