- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هنيئاً لمن له دكان في لبنان !

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة
في عصر العولمة  ترفع الحواجز التي تعرقل التجارة الحرة.
في عصر الفوضى توضع حواجز لاقتسام مغانم البلد من دون رادع .
يحدث هذا في لبنان.
فوضى تدوم منذ الاستقلال وقد ساعدت الحروب  على تسعيرها.  فوضى تخدم زعماء الطوائف وتسقي تربة بقاءهم .
يلعب هؤلاء الزعماء «لعبة الدولة» يمثلون ويتقاسمون أدواراً متعددة قد تبدو متعارضة بينما الأهداف هي واحدة مصلحة شخصية لسلالات تتوارث المواقع في بلاد الأرز لتقاسم ثرواته واقتسام منافعه يصل فتاتها لمن يصفق لهم وينبطح على عتباتهم.
طالت الفوضى اليوم الدوائر والمصالح ووزارات الدولة.
لم يعد يكفي تطييف الوزارات وتخصيص كل لكل مذهب كرسي وزاري حصري. لم يعد يكفي لكل إدارة تلوين طائفي محدد لا يمكن تجاوزه وتباً لكفاءات وتباً للنجابة والعلم والمعرفة وهلا بالواسطة والتزلف والاستزلام تفتح أبواب أمام أبناء الطوائف للحصول على فتات موائد زعماءهم.
اليوم في لبنان مديرية الأمن الداخلي لمذهب. مديرية الأمن العام لمذهب آخر. الدرك لمذهب مختلف. قيادة الجيش محصورة بطائفة. الجمارك بطائفة أخرى، إلخ … هكذا اصطف وراء أمراء الحرب أمراء الإدارة.
اليوم مدير الجمارك الذي أرسل مليشياته لتقمع صحافيين يقول بالحرف الواحد: «ما حصل أمس ليس عملاً صحافياً بل تطاولاً علينا وعلى الدولة ولن نسمح به وقد دافعنا عن أنفسنا»،
مدير الجمارك دافع عن نفسه ولا يرىا ضرورة لا للقضاء ولا للشرطة ولا لقوات الأمن … يكفي أن تحت أمرته ثلة من العضلات «ليأخذ حقه بنفسه».
إذا كان مدير عام مصلحة كبرى يتصرف مثل هذا التصرف فلما لوم قبضاي في زاروب يفرض خوة على التجار والسكان، ويتقاسم مع عائلته الرصيف ومواقف السيارات.
إنها دكاكين مصالح من أمراء السياسة إلى أمراء الزواريب مروراً بأمراء الإدارات.
إنها نهاية الدولة بكل ما تعني كلمة «نهاية».
فهنيئاً لمن له دكان في لبنان.