- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رهانات الممانعين … خاطئة

Bilal nordinبلال نور الدين
لا يزال مبكراً الحديث عن تحقيق إيران- قبل حلفائها- لأي مكاسب، خاصة وأن الإتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي لا يزال في أيامه الأولى. فعلى الرغم من إفراج الغرب عن بعض الأموال الإيرانية وسماح طهران للمفتشين الدوليين بزيارة مفاعلها النووية “آراك” في أي وقت، في خطوة تدل على حسن نيتها، إلا أن الرهان على نجاح الإتفاق يبدو انه يحتاج الى وقت. خاصة في ظل تلميح طرفي الإتفاق إلى إمكانية الترجع عنه في حال إخلال أحدهما بأي من البنود الموجودة فيه.

واليوم، يسعى حلفاء إيران في المنطقة إلى تسويق فكرة أنهم باتوا القوى الأقوى بعد الإتفاق الذي وقعته طهران مع الغرب في جنيف الاسبوع الماضي. فالنظام السوري وبعض الممانعين اللبنانيين يسوّقون لتفوقهم في كافة القضايا الموجودة في المنطقة؛ إن كان من ناحية تحقيقهم المكاسب على صعيد الملف السوري كما أعلن النظام في دمشق مراراً، أو على صعيد ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، وهو ما أشار إليه بوضوح أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عندما دعا أخصام الداخل بقبول صيغة الحكومة المعروضة قبل أن تنقلب الأمور في المنطقة، وبالتالي لا يعود هذا الفريق يقبل إلا بحكومة تكون الأغلبية فيها له.

إن ما يجب أن يعلمه حلفاء إيران أنه لا حل للقضايا الداخلية في بلادهم إلا من خلال الحوار بين أطراف كل بلد بهدف التوصل إلى تسوية داخلية ما، وهذا ما يعلمونه جيداً. فالصراعات التي كان تشهددها الدول هذه كانت دائماً تنتهي بالتوافق السياسي، وإتفاق الطائف أكبر دليل على ذلك، كما هو “جنيف 1″، و”جنيف 2” وأي جنيف أخر قد يأتي. وبالتالي فإن الإستقواء بإيران وإتفاقاتها لن يحقق النصر لهذه الأطراف.

وبالتالي فإن القول للممانعين إن الرهان على أن الإتفاق حول برنامج إيران النووي سيحقق لهم النصر في ملفاتهم الداخلية هو رهان خاطئ، ولذا عليهم في لبنان -هم وغيرهم- أن يقبلوا بصيغة حكومة الوحدة الوطنية وأن لا يضعوا شروطاً تعجيزية لها، كما وعلى النظام السوري -هو وغيره- أن يتواضعوا لأن الحل في سوريا لن يكون سوى حلٍ سياسيٍ.