- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غياث مطر… ايقونة اللاعنف في الثورة السورية

غياث مطر ...يبتسم

غياث مطر ...يبتسم

دمشق ــ محمود نصار

اعتبر معارضون سوريون أن مقتل الناشط الشاب غياث مطر (26 عاما)، الذي كان من أكثر أعضاء تنسيقية داريا(ريف دمشق) نشاطاً وقربا من المتظاهرين، نتيجة للتعذيب الذي تعرض له في فرع المخابرات الجوية بعد ثلاثة أيام من اعتقاله في “كمين إنساني”، دعوة أخرى من النظام لاستجرار الانتفاضة السورية إلى التسلح وانتهاج الردود العنيفة.

وكان القي القبض على مطر ورفيقه، الناشط يحيى شربجي، إثر كمين نصبه له الامن السوري مستغلاً حسه الانساني في إسعاف صديق ثالث لهما. ويعتبر غياث وصديقاه من دعاة اللاعنف، ومن المبادرين لإطلاق حملة  “وردة وزجاجة ماء للجنود”، التي انطلقت قبيل عيد الفطر الماضي، وكانت رسالتها، بحسب أعضاء في الحملة نفسها، التقرب من جنود الجيش المنتشرين في المدن السورية، والتحدث معهم ومحاولة إقناعهم بعصيان أوامر قادتهم بإطلاق النار باتجاه المدنيين من الشعب السوري المنتفض. وكان نشر على الانترنت مقاطع فيديو يتحدث فيها الشاب القتيل الى المتظاهرين، داعياً إياهم الالتزام بسلمية الثورة، وعدم التراجع عن السير بها إلى نهايات النصر.

وقد تعرض مطر لتعذيب شديد خلال فترة اعتقاله القصيرة (من 6 إلى 9 أيلول/ سبتمبر الجاري)، كما بيّن شريط فيديو بُث على موقع “يوتيوب”، ظهر فيها جثمانه، قبيل دفنه، تغطيه كدمات زرقاء وآثار ضرب، في حين أشار متحدث في الشريط ذاته إلى انه تم بقر بطنه وسرقة كليتيه.

وكانت عائلة الشهيد تلقت، اثناء اعتقاله، اتصالاً من ضابط أمني في المخابرات الجوية يهدد ويشتم و”يبشر” أمه وزوجته، الحامل بطفلة، بأن غياث سيعود مقطعاً. وكان لطريقة اعادة جثمانه إلى عائلته بالغ الأثر في نفوس أصدقائه وعموم وأهالي داريا، حيث ألقى عناصر الدورية الامنية جثمانه، منزوع الحنجرة، أمام والدته وزوجته قائلين: “اعملوه شاورما”.

وعلى الفور، حشدت الأجهزة الأمنية ما يقارب الثلاثة آلاف عنصر من أجهزة الأمن المختلفة، ومن بينها عناصر من “الفرقة الرابعة” التي يرأسها شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد. وأقامت هذه القوات عدة حواجز عسكرية في داريا لمنع تشييع الناشط القتيل، إلا أن العشرات نجحوا في التجمع بالقرب من بيته وهتفوا لروح الشاب والثورة. فما كان من عناصر الجيش والأمن الا ان قاموا بإطلاق النار على الشبان الغاضبين، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات ومقتل الشاب أحمد سليمان عيروط (17 سنة).

وقرر أهالي داريا تسمية شارع المعضمية، الذي يمتد بطول 3 كيلومترات، باسم “شارع الشهيد غياث مطر”. وعبرت غالبية التعليقات، التي تبادلها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي كـ “فيس بوك” و”تويتر”، عن تصميم واضح على مواصلة السعي لاسقاط النظام في سوريا بالطرق السلمية.

ونعى مطر ناشطون، وهيئات تنسيقية، وكتّاب ومثقفون مؤيدون للانتفاضة السورية، ومما كُتب، تعليق للكاتب السوري ياسين الحاج صالح على صفحته على “فيس بوك” قال فيه: “غياث ومطر! حتماً الربيع السوري صار قريبا”. وتناقلت صفحات عدة دعوات لإشعال الشموع وإطفاء الأضواء تذكراً لروح الشهيد. كما نقلت المواقع الإلكترونية وصية منسوبة للناشط مطر، يدعو فيها زملاءه للاستمرار بالحراك الشعبي حتى اسقاط النظام، والالتزام بسلمية الثورة، وعدم الانجرار لمربع العنف.