- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مائة يوم رفعت العزلة

Najat 2013_2نجاة شرف الدين

هي من المرات القليلة التي يتم فيها الإحتفال في إيران بمرور مائة يوم على تربع رئيس جديد في البلاد على رأس السلطة فيها ، كما هي من المرات القليلة التي يعلن فيها رئيس إيراني عن إنجازات خلال فترة ولاية لم تتجاوز المئة يوم من عمر ولايته البالغ أربع سنوات ، وهي أيضا من المرات القليلة التي يحدد فيها الرئيس الإيراني سياسته الجديدة للمرحلة المقبلة بعد مرور مئة يوم على تسلمه للحكم .
كثيرون كتبوا عن ميزات الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ، وكثيرون إعتبروا أن مجرد وصوله يوحي بمؤشرات تحول في الجمهورية الإسلامية نحو سياسة إنفتاح باتجاه الغرب كما باتجاه المنطقة ، وكثيرون إعتبروا أن قوة الرئيس روحاني لم تأت من فراغ بل من دعم مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي ومن حاجة ملحة للإيرانيين للخروج من حالة العقوبات التي أرهقتهم وخنقت إقتصادهم ، إلا أن كثيرين أيضا لا يزالون يراهنون على أن هذا التغيير لم يكتمل بعد وأن مرحلة الستة أشهر الإختبارية للإتفاق الإيراني مع الدول الست لا تزال  في بدايتها وهناك العديد من العراقيل التي يمكن ان تحدث داخليا عبر المعارضين لهذا الاتفاق  وخاصة الحرس الثوري ، وخارجيا عبر المتضررين من هذا الإتفاق وعلى رأسهم إسرائيل .
في مقابلة له مع التلفزيون الإيراني تحدث روحاني لمناسبة مرور مئة يوم من ولايته ، وعلى الطريقة الأميركية ، عن رؤيته للتحديات التي تواجه إيران ، وكان الإقتصاد العنوان الأبرز لكلامه لا سيما فيما يتعلق بتركيزه على القطاع الخاص وتعزيزه إضافة الى الخطوات الجديدة لمواجهة التضخم منتقدا سياسة سلفه محمود أحمدي نجاد . روحاني الآتي باندفاعة الإتفاق النووي تناول حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية واعدا بسلسلة من الخطوات  من خلال العمل المشترك مع الحكومة وهو قال ” حقوق المواطنين هي جعل كل الإيرانيين يشعرون أنهم جزء من أمة واحدة ، هوية واحدة ، تحت مظلة يكونون فخورين بها ” .
روحاني الذي شدد على ان نشاطات التخصيب هي حق مؤكد للشعب الإيراني أوضح  أن “الحقوق النووية ستتابع بقوة أشد، وأن نشاطات تخصيب اليورانيوم لن تتوقف مطلقاً، حيث تعد هذه النشاطات بمثابة خط أحمر ” وأعرب روحاني عن أسفه لما اعتبره أن “البعض يضع تفاسير مغلوطة للقوانين الدولية”، وقال إن “هؤلاء ليسوا من ذوي الاختصاصات بالشؤون الحقوقية، بل يطلقون تصريحات لا تصدر سوى عن عسكري برتبة عقيد”، على حد قوله.
منذ أنتخابه في حزيران الماضي نجح الرئيس الإيراني في إعطاء صورة مختلفة للغرب عن رجل ذو عمامة بيضاء يتحدث بلغة حقوق الانسان والتطور والديمقراطية والليبرالية الإقتصادية ، وهو نجح أيضا بتسويق هذه الصورة في الإعلام الغربي الذي سحر بخطابه في الأمم المتحدة كما من خلال لقاءاته الصحافية العديدة مع صحف أميركية  ، وبدبلوماسيته الصبورة ووجهه ذو الإبتسامة الدائمة ، اخترق روحاني الجدار الإعلامي وهو الناشط على شبكة التواصل تويتر ليشكل مادة مهمة لعدد من المقالات كما التلفزة عن رمز لتغيير سيترك أثره على الواقع الإيراني .
حتى اليوم ، يبدو أن طريق روحاني معبدة بالورود ، بدأ من الإتفاق النووي ومروراً بمعارضة داخلية محدودة وصولا الى إنفتاح دولي من خلال رفع العقوبات كما رفع العزلة الدولية التي دامت أكثر من ثلاثين عاما ، عبر عودة العلاقات الدبلوماسية تدريجيا مع بعض الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا . مما لا شك فيه أن روحاني كان لديه العديد من الإنجازات للحديث عنها بعد مئة يوم من دبلوماسيته ولكن هل سيتجاوز الستة أشهر المقبلة وينجح بتوقيع الإتفاق النهائي ويدخل التاريخ الإيراني من بابه الواسع أم سينضم الى لائحة الرؤساء الإصلاحيين السابقين ويقتصر الإنجاز على المئة يوم وبأن  روحاني مر من هنا ..