- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«أمن الخليج» يختار شمعون بيريز لافتتاح مؤتمره

يبدو أن ما صرح به الأمير الوليد بن طلال ليس بعيداً عما يدور خلف كواليس «الأمن الجماعي» في الخليج وفي السعودية والإمارات بشكل خاص وانفتاح بعض الدول على التعامل مع إسرائيل في الشؤون الأمنية. فقد كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» ما اعتبرته «حدثاً تاريخياً في الشرق الأوسط» وهو ظهور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عبر «شاشة فيديو كونفرنس» في مؤتمر أمن الخليج الذي عقد في أبو ظبي منذ أسبوعين.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر كان له ضلع في ترتيب الحدث أنه «كان هناك انفعال كبير من الجانبين حول هذا اللقاء. فالجميع فهم أن هذا حدث تاريخي: رئيس دولة اليهود يجلس في مكتبه في القدس وخلفه علم إسرائيل، وهم يجلسون في الخليج، يتباحثون في الأمن، في محاربة الإرهاب والسلام».

وقالت الصحيفة في عنوانها الرئيس على الصفحة الأولى إن «حدثا كهذا لا نراه كل يوم: الرئيس شمعون بيريز ظهر قبل حوالي أسبوعين أمام ٢٩ وزير خارجية من دول الخليج ودول عربية وإسلامية مختلفة». وأضافت أن «إبن الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيزي بين الحاضرين الذين استمعوا لكلمة».
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية  إلى أن «الحدث التاريخي جرى في قمة الأمن الخليجي، التي عقدت في أبو ظبي بمشاركة وزراء خارجية البحرين، والإمارات، والكويت، وعمان، واليمن، وقطر، وأيضاً وزراء خارجية من الجامعة العربية ودول إسلامية أخرى مثل أندونيسيا، ماليزيا وبنغلاديش. وظهر بيريز أمام الحضور عبر شاشة مؤتمر بثت اللقاء في القاعة، فيما كان يتواجد في مكتبه في القدس ومن خلفه علم إسرائيل».
وأوضحت «يديعوت» أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن والمبعوث الأميركي الخاص للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية مارتن إينديك نظما هذا اللقاء عن بعد. وقد جلس لارسن على المنصة وأجرى الحديث مع شمعون بيريز الذي وجه كلامه مباشرة إليه وإلى الحاضرين العرب. إلا أنه وبحسب اتفاق مسبق، فإن وزراء الخارجية لم يتوجهوا مباشرة لبيريز، وامتفى هذا الأخيرر بالحديث مع لارسن.

وفضلاً عن ذلك اشترط منظمو الحدث الإمراتيون قبل دعوة الرئيس الإسرائيلي عدم تسريب فحوى كلامه.
وبحسب «يديعوت»، فإن دولة الإمارات التي نظمت قمة الأمن في الخليج، اختارت بيريز لافتتاح المؤتمر، ما يشهد على الأهمية التي توليها للرئيس الإسرائيلي في هذا الوقت بالذات، وأهم من ذلك للعلاقة مع دولة إسرائيل في وجه العدو المشترك المتمثل بإيران. وعندما تحدث الرئيس الإسرائيلي لم يخرج أحد من القاعة، بل أنهم في نهاية كلامه صفقوا له.
وقد كشف عن ظهور بيريز المعلق السياسي في «نيويورك تايمز» توماس فريدمان، الذي كان حاضرا بنفسه هذا اللقاء، وتأثر بأداء الرئيس الإسرائيلي، إلا أنه لم ينجذب لخطابه، وفقاً لـ«يديعوت». وعُلم أن بيريز تحدث عن أن بوسع إسرائيل أن تكون عاملا مساهما في الشرق الأوسط، مذكرا بتوفر فرصة للحوار في ضوء وجود هدف مشترك، وهو النضال ضد التطرف الإسلامي والمشروع النووي الإيراني، كما عرض تصوره للسلام العالمي.
ومعروف أن توماس فريدمان وصف ما جرى في مقالة له قبل حوالي أسبوعين حيث كتب أن «من الجيد لدولة الإمارات الراعية للمؤتمر السماح بحصول ذلك، إذ أن رؤية رئيس إسرائيلي يتكلم إلى حضور يرتدي الحطة العربية المنقطة ذكرني بأيام أوسلو، حينما عقد الإسرائيليون والعرب مؤتمرات أعمال في القاهرة وعمان». وأضاف أن «هذا التعاون الضمني الإسرائيلي – السني العربي، لا يستند إلى أي نوع من المصالحة، وإنما إلى تقاليد عشائرية ترى أن عدو عدوي صديقي والعدو هنا هو إيران التي تضع بدأب الأساس لبناء سلاح نووي». وأضاف أن «ديبلوماسيين ووزراء إسرائيليين واللوبي الإسرائيلي يعملون في الكونغرس، فيما مسؤولون من دول الخليج العربي يخبرون إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما صراحة الرسالة نفسها: معارضة الصفقة المقترحة التي أعدها وزير الخارجية جون كيري ووزراء خارجية فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا لمقايضة وقف محدود للعقوبات مقابل بدء إيران التراجع عن برنامجها النووي».