“إنه فريق من عالم آخر”، هذه العبارة كانت على لسان كل من قضى سهرة السبت متابعاً لمباراة القمّة الإسبانية بين ريال مدريد وبرشلونة، والتي انتهت إلى فوز الأخير بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، بعد مباراة كانت قمّة في الإثارة، استطاع في نهايتها الفريق الكاتالوني تأكيد سيطرته على على مباريات “الكلاسيكو” خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث لم يتمكن ريال مدريد من هزيمته في المباريات السبع بينهما خلال الدوري.
برشلونة، الزائر إلى ملعب “سانتياغو برنابيو” في مدريد، كان أمام مهمة “حياة أو موت”، وهو المتأخر بفارق ثلاث نقاط مع مباراة إضافية، فخسارة مزيد من النقاط أمام غريمه التقليدي، الذي يقدّم أداء ممتازاً خلال المراحل السابقة للدوري، كانت ستعني نهاية مبكرة لحلم البطولة. لكن الفريق الكاتالوني لم يخيب جماهيره الكثيرة، التي انتظرت منه عرضاً خرافياً آخر، وهو ما قدّمه بالفعل برغم تأخره في الثواني الأولى بهدف للفرنسي كريم بنزيمه، بعد خطأ من الحارس فيكتور فالديز.
يمكن القول إن برشلونة بدأ المباراة متأخراً، وهو أمر كان من شأنه إحباط معنويات الفريق الكاتالوني، وزيادة حماسة الفريق الملكي، إلا أن هذا لم يحدث، ففرض برشلونة إيقاعه على المباراة، ومارس هوايته في الاستحواذ على الكرة والتلاعب بخط وسط ومدافعي ريال مدريد، مع فواصل استعراضية من نجوم الوسط، ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز وأندرياس انيستا، مع تقدّم سيسك فابريغاس إلى مركز رأس الحربة إلى جانب التشيلي ألكسيس سانشيز، الذي نجح في إحراز هدف التعادل في الدقيقة ثلاثين، بعد تمريرة من ميسي، الذي تلاعب بالمدافعين، ووضع سانشيز في مواجهة الحارس إيكار كاسياس، ليضعها أرضية زاحفة على يمينه.
السحر الكاتالوني استمر طوال دقائق المباراة، مع محاولات خجولة لـ “الميرنغي” الذي أهدر له كريستيانو رونالدو فرصة سهلة في الدقائق الأولى. ومع بداية الشوط الثاني أكمل برشلونة سيطرته على غريمه، واكد الفيلسوف جوسيبي غوارديولا تفوقه على الثعلب خوسيه مورينيو، معتمداً على خط الوسط الضارب، مع تغيير في خطط اللعب خلال دقائق المباراة من (4 – 3 – 3) إلى (4 – 5 – 1)، مع اللجوء إلى تبديل المراكز بين اللاعبين لإرهاق الخصم.
خطة غواريولا أثمرت في الدقيقة 53 بهدف لمايسترو خط الوسط تشافي هيرنانديز بتسديدة بعيدة ارتطمت بالمدافع البرازيلي مارسيلو قبل أن تحول إتجاهها وتدخل مرمى كاسياس، معلنة تقدم برشلونة بهدفين لهدف. دقائق قليلة وأضاف فابريغاس الهدف الثالث بعد تلقيه كرة عرضية من المدافع داني ألفيش، حوله برأسه داخل مرمى ريال مدريد في الدقيقة 66.
“البلاي سايشن” البرشلوني استمر حتى الدقائق الأخيرة، إلى أن أعلن الحكم نهاية المباراة، التي أدت إلى تقدم برشلونة إلى المركز الأول في ترتيب الدوري، متعادلاً مع ريال مدريد بالنقاط (37 لكل منهما).