- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غضب الطبيعة حين يتجلى أمطاراً

attwi 2013معمر عطوي
يصحّ وصف ما يتعرّض له لبنان اليوم من عواصف برقية ورعدية وأمطار غزيرة وسيول جارفة وثلوج على ارتفاع يبدأ من 700 متر، بأنه غضب الطبيعة، إذ أن توقعات مصالح الأرصاد الجوية والعلماء بمجيء شتاء قاسٍ هذا العام قد بدأت ملامحها تظهر تباعاً ابتداءً من اليوم مروراً بيوم غد الثلاثاء حتى آخر الأسبوع.
العاصفة التي تضاربت الأنباء حول إسمها بين «اليكسا» و«يورغو» هي امتداد واضح لما يشهده العالم من تغيّرات على مستوى المناخ في العالم، والتي تنعكس عواصف وأمطاراً وأعاصير كما في القارة الأميركية وبعض بلدان أوروبا الغربية والشمالية وسيول كما حدث في السعودية ولبنان والعديد من مناطق العالم.
غضب الطبيعة هذا هو نتاج ما زرعه الإنسان من إهمال للبيئة وما تركه من ضرر مباشر وغير مباشر في عوامل المناخ والطبيعة نفسها، بتلويث الجو والمساهمة بتوسيع ثقب الأوزون والقضاء على ملايين الدونمات من المساحات الشجرية ما أدى إما الى التصحّر او الى تحول الغابات الى مساحات إسمنتية مملّة.

قد لا تكون العاصفة الجديدة أقوى من سابقاتها خصوصاً عاصفة «أولغا» التي شهدناها العام الماضي، فما يأتينا من عواصف سياسية وأمنية وحربية من روسيا والولايات المتحدة ومن يدور في فلكهما أصعب مما نلاقيه من غضب الطبيعة التي يظل في بعض زواياها بعض من رحمة.
لكن في أي حال قد يكون من المناسب التذكير بخطورة إهمال الحكومات لمصالح المواطنين؛ نموذج لبنان والسعودية. فالمقاولون الذي يقومون بإنشاء البنى التحيتية للمدن لو كان فوق رؤوسهم رقابة شريفة لا ترتشي لما حدث ما حدث من فيضانات وسوء استخدام للأموال العامة وتوفير اثمان المواد المُستخدمة في بناء البنى التحيتة والمجاري بهدف السرقة وفي الأخير يطلقون عليها كلمة ملطّفة: «الهدر».
في الوقت نفسه لا بد من تذكّر اولئك المشردين السوريين الذين هربوا من جحيم القذائف ليصبحوا الآن عرضة للموت من البرد والصقيع، فيما لا يحظون بأي اهتمام لا رسمي ولا دولي لنقلهم من تحت سقف السماء الى سقف يحميهم من غزارة الأمطار ورداءة الطقس العاصف والوحول التي تعيق حركتهم.
لقد كان إعلان مدير مصلحة الأبحاث الزراعية ميشال أفرام، مثيراً للهلع وسط المواطنين حين قال إن «العاصفة القادمة ستكون الأقوى منذ العام 1970 الا انها استثنائية نظراً لتوقيتها الخريفي قبل بدء فصل الشتاء”. وأكثر من ذلك اعتبر ان اخذ الحيطة والحذر ضروري، منبهاً من الجليد الذي قد يسبق العاصفة واليوم وما بعده.