- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا في إفريقيا الوسطى مع أي فريق؟

Harold BFM TVهارولد هيمان
منذ 1979 تدخل الجيش الفرنسي أربع مرات في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهاهي المرة الخامسة من تدخله، فقبل الأمس كانت بعثة بوآلي والتي تمثلت مهامها أساسا في الحفاظ على أمن مطار بانغي (والذّي كان يسمى مبوكو) وإبقائه مفتوحا بتخصيص 250 جنديا في الظروف العادية، واليوم لم يعد لها وجود. وتمثلت بعثة بوآلي في اتفاقية ثنائية بين فرنسا وجمهورية إفريقيا الوسطى، فقبل بضعة أشهر بلغ عدد الجنود الفرنسيين في جمهورية إفريقيا الوسطى 500 جندي ثم تناقص العدد ليصل إلى 400 جندي.
أما الآن فقد بدأت عملية سانغاري (للإشارة إلى اسم فراشة حمراء متوطنة في إفريقيا الوسطى)، وتعود قاعدته إلى قرار مجلس الأمن 2127 والذي تمّ تبنيه بالإجماع وأطلق عليه اسم “الحلّ الفرنسي” بما أنّ المجلس كان يديره وفد فرنسي في شهر ديسمبر هذا.
وقد مهد القرار طريقا لقوة الاتحاد الإفريقي وكذا البعثة الدولية لدعم جمهورية إفريقيا الوسطى التّي استأنفت القوة المتعددة الأطراف في جمهورية إفريقيا الوسطى. وتتمثل هذه القوة في 2000 جندي إفريقي الذّي يحاول كبح قوى القوة الهائلة لـ”سيليكا” وقوة أعدائهم “ضدّ بلاكا”، (ويضمّ فريق بلاكا عشيرة الرّئيس الحالي، ميشال جوتوديا).
فهاهي إذن بعثة “سانغاري” تحلّ وهاكم العرض كيف تعمل:
أوكلت قيادة قوة “سانغاري” إلى الجنرال فرانسيسكو سوريانو، قائد القوات الفرنسية في الغابون ولعملية بوآلي في إفريقيا الوسطى.
وقد وصلت صبيحة 6 ك١/ديسمبر من هذا الشهر إلى بانغي مجموعة من المظليين للمشاة البحرية السادسة وثلاث طائرات الهيليكوبتر من طراز “بوما” وهي تابعة للطيران الخفيف للجيش الأرضي للبارفيل.
وهذه التعزيزات الأولى تضمّ 800 من الموظفين العسكريين الفرنسيين في بانغي، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 1200 جندي في الساعات اللاحقة، أمّا فيما يخص التدعيم في الوسائل فهي لا زالت مستمرة وهذا منذ السادس من ديسمبر الحالي فقد استقبل مطار “مبوكو” طائرة نقل بريطانية من نوع 17C والتي نقلت عربة مدرعات من بينها عربة مدرعات قبلية VAB وعربة مدرعات خفيفة VBL، فشكرا للإنجليز الأوروبيون الوحيدون المهتمون بمصير إفريقيا الوسطى.
وسرعة التنفيذ في هذه النشاطات أصبحت ممكنة بفضل وجود قوى موزعة في إفريقيا مثل القوات الفرنسية في الغابون وكذا الأعمال التحضيرية والمتمثلة في توزيع مسبق للقوات الإضافية في المنطقة، دون أن ننسى تخطيط على طول المدة انطلاقا من فرنسا.
أمّا تواجد القوات الفرنسية في مالي ففيها كثير من طمس الحقائق. وفي صالة الصحافة في وزارة الدفاع لطالما تحدثوا عن البعثات العسكرية في المالي وفي جمهورية إفريقيا الوسطى على أنها محددة بنصوص وقرارات إلاّ أنّه في حقيقة الأمر فإنّ القوات الفرنسية هي بمثابة درع واق في المنطقة حتى لا يتم الاستيلاء على شمال المالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.