- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مؤتمر دوربان يمدد العمل ببروتوكول كيوتو

 

 

توصلت المفاوضات الماراتونية حول التغيير المناخي، فجر الاحد، في دوربان في جنوب افريقيا، الى إجراء يمهد لتمديد بروتوكول كيوتو الذي يلزم بعض الدول المتقدمة بتخفيض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض.

وتنفس ممثلو نحو 190 دولة، شاركوا في هذا المؤتمر، الذي طغت عليه ازمة اليورو، الصعداء، بعدما تجنبوا كارثة في ختام 14 يوما وليلتين كاملتين من التفاوض. وقد علقت مسؤولة المناخ في الامم المتحدة، كريستيانا فيغويريس، على الاتفاق بقولها “على شرف مانديلا: يبدو الامر مستحيلا على الدوام حتى يتم الاتفاق. وهذا ما حصل!”

وقد رحب الاتحاد الأوروبي، الذي القى بثقله للتوصل الى اتفاق ملزم قانونا، بما اعتبره “اختراقا تاريخيا” تحقق في “مكافحة التغير المناخي”. وقالت المفوضة الاوروبية في بيان إن “استراتيجية الاتحاد الاوروبي كانت مجدية”، موضحة ان الاتحاد “كان يطمح الى اكثر من مجرد تطبيق قرارات وتمكن من تحقيق ذلك”.

والاتفاق الذي سيسمح بتمديد العمل ببروتوكول كيوتو بعد العام 2012، لا يترافق مع رفع في مستوى وعود الدول في خفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتعتبر الوعود الحالية غير كافية لاحتواء الأزمة تحت عتبة الدرجتين المئويتين.

فامام معارضة الهند الشديدة، وافق الاوروبيون في نهاية المطاف على صياغة تصف الاتفاق المقبل على انه “بروتوكول او وثيقة قانونية اخرى او حل منسق يكون له مفعول قانوني”.

ويكمن الهدف في البدء بتنفيذ هذا الاتفاق اعتبارا من العام 2020.

الا ان القرارات التي اتخذت تعتبر اقل بكثير مما تقتضتيه الضرورات المناخية، بحسب منظمة “أوكسفام” غير الحكومية، التي وصفت ما تم التوصل اليه بانه “اتفاق الحد الادنى” الذي يجعل العالم “يتجه نصف نائم نحو ارتفاع في الحرارة من اربع درجات”.

ومع “خارطة الطريق” هذه، وافق الاوروبيون على تمديد بروتوكول كيوتو الى ما بعد العام 2012. وبروتوكول كيوتو الذي ابرم في كانون الاول/ ديسمبر 1997، ودخل حيز التنفيذ في شباط/ فبراير 2005، يفرض على الدول الغنية، باستثناء الولايات المتحدة التي لم توقع عليه، خفض انبعاثاتها من المواد المسؤولة عن ارتفاع حرارة الارض وفي مقدمتها ثاني اكسيد الكربون.

وكان هذا التمديد مطلبا كبيرا للدول الناشئة التي تذكر باستمرار ان بلدان الشمال الغنية تضطلع بمسؤولية “تاريخية” في تراكم مستويات ثاني اكسيد الكربون في الجو.

وقد اقرت في دوربان كذلك آلية عمل “الصندوق الاخضر” لتوفير مساعدة مالية للدول النامية على مواجهة التغير المناخي.

الا ان المسألة الرئيسية المتمثلة بتمويل هذا الصندوق بقيت حتى الان من دون جواب كامل، في حين ان الالتزام المتخذ قبل سنتين في كوبناغن ينص على التوصل الى مئة مليار دولار سنويا اعتبارا من العام 2020.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، شدد على ان العالم “دخل مرحلة غموض اقتصادي وحقبة من التقشف المالي”، مشدداً على الاهمية الحيوية لالتزام الدول النامية بتعهداتها”.

اما الموعد الكبير المقبل لدبلوماسية المناخ سيكون في قطر، اكبر دولة باعثة لثاني اكسيد الكربون للفرد في العالم.