- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فابيوس «متشائم»

باريس – بسّام الطيارة
عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن «تشاؤمه» بشأن الوضع في سوريا كما شكك في نجاح مؤتمر «جنيف ٢» للسلام المقرر عقده في ٢٢ ك٢/ يناير المقبل في جنيف. وقال فابيوس: «نعمل على نجاح محادثات جنيف، ولكن لدينا قدر كبير من الشك في ذلك. إذا لم ينجح مع الأسف فإن هذا سيعني أن هذا البلد الذي يعاني سيستمر في المعاناة بالإضافة إلى جيرانه».
واعترف فابيوس  لأول مرة بأن المعارضة السورية المعتدلة تواجه صعوبة. وقال: «بشار الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين لجنيف. ورغم أن للأسد أخطاء كثيرة فإنه ليس أبله.. فلا نستطيع أن نرى سبباً يجعله يسلم كل سلطاته. وبالنسبة للمعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبة كبيرة».
ما يقوله لوران فابيوس ليست من باب المواقف السياسية بل هي قراءات  لوقائع ملموسة على الأرض،
ففي ظل اختلال التوازن على الأرض من المستبعد أن يكون هناك وقف لاطلاق النار، وقد يشكل ذلك صعوبة حول طاولة المفاوضات.  ولكن هذا لن يمنع حسب تقديري انعقاد جنيف ٢ بعكس ما يقوله فابيوس المتشائم جداً، إذ أن اتفاق «العملاقين» الروسي والأميركي هو بضرورة عقد جنيف ٢.
صحيح أن ميزان القوى لا يدفع بشار الأسد لتسليم كل سلطاته كما ذكر فابيوس. إلا أن مجرد الذهاب إلى جنيف قد يدفع بشار الأسد لتسليم «بعض» من سلطاته، وهو من منطق التفاوض السياسي، فلا أحد يتوجه إلى طاولة مفاوضات كي لا يتنازل عن أي موقف أو بعض من سلطاته.
قوة المعارضة السورية هي أنها تحمل مشروعاً سياسياً يواجه ليس فقط مشروع النظام السوري القائم بل أيضاً «لامشروع» الالجماعات الإسلامية المتطرفة  وهو ما يمكن أن يعوض بكثير تراجع نفوذ المعارض عبر تراجع الجيش السوري الحر كما وصفه فابيوس لأول مرة.
وفي لقاء حول السياسة الخارجية عقد في موناكو (وورلد بوليسي كونفرانس) قال الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية السابق، إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد يواجهون وضعاً صعباً منذ بداية الصراع السوري؛ لأن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا مساعدتهم، وهو كما فعلت باريس انتقاداً مباشراً لـ«تسرع» واشنطن ولندن. فالسعودية التي تقربت سياستها كثيراً من السياسة الفرنسية تجاه الملف السوري في الأيام الأخيرة ترى أن المعارضة السورية تستطيع أن تستعيد مواقعها في حال تم تسليح الجيش السوري الحر ومده بما ينقصه من عتاد، وتقول باريس أن المعارضة قوية بطروحاتها السياسية الشاملة التي تدعو لسوريا متنوعة وهذا ما يميزها عن الكتائب السلفية.
بالطبع ترى ترى العاصمتان أن إعادة التوازن يتطلب عدم قطع المساعدات عن المعارضة المساعدات الإنسانية، خصوصاً أن الغرب صرح مرارً بأنه يمدها بمساعدات غير قاتلة. وتتفق الدول المجتمعة داخل تجمع «أصدقاء سوريا» والذي كان يجب أن يلتئم هذا الاسبوع على أن المواطنين السوريين يعيشون اليوم أوضاعاً صعبة جداً وقطع المساعدات الأميركية والبريطانية لا يذهب في الاتجاه الصحيح فهو يضعف المعارضة من الناحية النفسية ويرمي أيضاً المواطنين السوريين في أحضان التكفيريين.