- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إنحسرت العاصفة فبان العرب على حقيقتهم

Bilal nordinبلال نور الدين
إن كان هناك مشاهد تبكي لها العين، فبالتأكيد إن مشهدي السوريين الذين يموتون من شدة البرد في مخيمات اللجوء، وأبناء قطاع غزة الغارقين بسبب الفيضانات هما من هذه المشاهد.
ففي مخيمات لجوء السوريين، الأطفال يتجمدون ويموتون بسبب الصقيع، وفي القطاع لا كهرباء وحياة مشلولة بسبب الحصار ومواطنون إضطروا لاستخدام القوارب للتنقل بعد فيضان المياه. وكلهم في النهاية إضطروا للنوم في العراء في أسوأ الظروف.
هذه الحالة التي عاشها السوريون والفلسطينيون تدفع للسؤال عما فعله العرب في الأيام الماضية لمساعدة هؤلاء.
نحن لا نريد أن نسأل عن دور المجتمع الدولي في مساعدتهم، لكننا يجب أن نسأل عن الدول العربية. فأين كانت الدول العربية وقتها؟! ولماذا تجاهلت  معاناة هؤلاء؟َ
الدول العربية متخاذلة. فهي مشغولة اليوم بتمويل المسلحين الذين يقاتلون في سوريا ضد النظام القاتل، إضافة إلى تسليح جيوشها بمليارات الدولارات من دون أن تستخدم هذه الأسلحة في أي حرب .
فاين مساعدات الحكام العرب الطبية والغذائية للنازحيين السوريين؟ ماذا فعلوا لتوفير سبل التدفئة لهم؟
وفي غزة، لماذا لا يسعون لفك الحصار المفروض على القطاع من الجهتين؟ لماذا مصر – الثورة الجديدة، التي وعدتنا بشعارات لم نرَمنها شيئاً خلال التعامل مع الكارثة التي حصلت في القطاع منذ يومين؟ ولماذا لم تسمح السلطات المصرية بمرور المحروقات لتشغيل محطة الكهرباء في قطاع غزة المُهدّد أساساً بكارثة إنسانية؟
بالفعل نحن نتأسف عندما نسمع نداءات دولية غربية تطالب بإنقاذ المنكوبين، في وقت نفتقد لصوت عربي واحد يفعل ذلك.
انحسرت العاصفة لتتوضح الصورة. صورة تبين أن الحكام العرب ليسوا سوى متاجرين بقضايا الأمة. فمن يضع المحتاجين في آخر إهتماماته ويكرس أمواله للقتل والتدمير، لكن يكون سوى وصمة عار في تاريخ الإنسانية.