بيروت ــ ديانا الزين (خاص برس نت)
يضع علم لا اله الا الله على صورة البروفايل، وسورة «اذا جاء نصر الله والفتح» على غلاف صفحته. أما على حائطه، فقد نشر أخيراً صورة رأس قد فُصِل عن جسده.
«لقد تمت مقاصصته»، يجيب قائد إحدى كتائب “السلفية الجهادية” المشاركة في عمليات القتال في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
يقول الملازم أول أمير الملقب بأبي القاسم لـ «برس نت» عبر صفحة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لقد قطعنا ما لا يقل عن 1200 رأس من حوالي الشهر لحد الآن. لقد ذبحوا أطفالنا واغتصبوا نساءنا، وهذا قصاصهم»، متذرعاً بحجة «شرعية» أن الرسول قال لكفار قريش: «قد جئتكم بالذبح».
تصب أفكار التنظيمات “الجهادية” في أهداف تنظيم القاعدة، حسبما يوضح الملازم أول أمير، ذلك لأن «أهدافهم هي إقامة شرع الله ودولة الخلافة الإسلامية. وهو لا يقصد بالدولة الإسلامية ان يرمي من هم من غير المسلمين خارجاً، بل ان يعاملهم كما عاملهم رسول الله: «إن عادونا عاديناهم وان سالمونا سالمناهم».
أما بالنسبة للراهبات والمطرانين فيقول «إنهم بألف خير حيث هم»، مشيراً الى أن الكنيسة قد قُصفت من قبل جيش النظام بعد دخول «الجهاديون» معلولا، «وهم من قاموا بحماية الراهبات، وقد أُعجبت الراهبات بمعاملتهم وطالبن بمبادلتهم بأسرى لدى النظام»، حسب تعبيره.
أما بالنسبة للدعم الذي يتلقون، فيؤكد أن الدعم هو من مشايخهم ومن الغنائم من «الجيش النجس» وأعوانه، قاصداً الجيش السوري.
ويضيف إن اعوان النظام فهم «حزب اللات والعراقيين.. والغالبية النصيرية (العلويون)»، مشيراً الى لواء ابو الفضل العباس العراقي الشيعي المؤلف من كتائب تحارب مع النظام، الى جانب ألوية ذو الفقار.
ويعتبر أن المشكلة قديمة مع النظام، وأن الشعب قد استفاق الآن على الظلم والعدوان وقرر ان ينتفض، قائلاً: «عندما تسمعون عن قتل النساء وذبح الأطفال لا تنتفضون، لكنكم إنسانيون في أماكن أخرى. نحن نذبح ونقتل كل من سوّلت له نفسه الاعتداء علينا. وكل من ذبحناه حتى الآن قد أجرم وقتل. أما الأسرى فنعاملهم كما أمر رسولنا الكريم. لدينا الآن نحو خمسمئة أسير».
وفي سياق دحضه لمضمون بعض الأشرطة التي تعرض جرائم نُسِبت الى «الجهاديين» ينفي أبو القاسم قتل بائع المازوت الذي عرضته القنوات المتلفزة والذي قيل انه قُتل لأنه اساء الى لفظ الجلالة، موضحاً «أن قصاص الكفر هو الجلد ثم السجن، وإن أعادها يُعاقَب. وهو ينفي تماماً أي اتفاق مع لواء عاصفة الشمال ويصفهم باللصوص، ويتهمهم بالغدر والخيانة».
ويرفض أبو القاسم تسمية «داعش» بل هي الدولة الاسلامية في العراق والشام، نافياً في الوقت نفسه تلقيهم تمويلاً من السعودية لهم «نحن ضد النظام السعودي ومشايخ آل سلول (سعود) هم أعداؤنا. ونحن أصدقاء للشعب السعودي. وهناك طيبون منهم يساعدوننا. الشعوب هي صديقتنا وليست أنظمتهم».
يستبعد الملازم أبو القاسم اتّفاقاً قريباً مع النظام السوري «لأنهم حاولوا (المعارضة) قبل ذلك، وقد تم الغدر بهم».
ويؤكد ان المقاومة ستستمر حتى تحرير الأرض والشعب، متسائلاً «لمَ هرب الناس الى الخارج وليس الى المدن التي يحكمها النظام… سبب ذلك أن معظم الناس هي من معادي النظام».
أما المناطق التي يسيطرون عليها فيوضح أنها كل الأرياف في سوريا تقريباً، وبعض المدن. وبالنسبة للقلمون «فهي ستكون مقبرة لكل شيعي يحاول الاعتداء على أراضينا، واذا ما استمر حزب اللات على نهجه، فابشروا في لبنان بعمليات استشهادية».
وفي ردّه على سؤال حول قتل الأبرياء في التفجيرات فيرد بسؤال: «ما ذنب السوري الذي يموت ذبحاً وقتلاً؟.. لا اقصد بالشباب اللبناني أي شباب،بل من يقولون يا لثارات الحسين. هم الذين قتلوا الحسين في الأصل.. لن نهادن مع هؤلاء ولن نسامح».
لكنه في الوقت نفسه يعود ليؤكد أن الدولة الاسلامية ستحضن الجميع اذا كانوا مسالمين، قائلاً «سنقيم دولة إسلامية شاؤوا أم أبوا. وأهلاً بالجميع؛ الشيعة والمسيحيون، لا مانع من وجودهم. فهي دولة اسلامية تحفظ حقوق كل الطوائف».