عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس عن تشاؤمه بشأن مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين مع وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى المنطقة في عاشر زيارة له من أجل التوصل الى اتفاق سلام.
وقال نتنياهو أثناء وقوف كيري الى جواره “لدى اسرائيل شكوك متزايدة في التزام الفلسطينيين بالسلام” واتهم مسؤولين فلسطينيين بشن حملة تحريض “بلا هوادة” على اسرائيل.
وخص نتنياهو بالنقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب استقباله مجموعة من الأسرى الفلسطينيين أطلقت اسرائيل سراحهم يوم الثلاثاء استقبال الأبطال.
وقال نتنياهو “تمجيد قتلة النساء والرجال الأبرياء كأبطال شيء فظيع.” وجاء الافراج عن الأسرى في اطار اتفاق تم بوساطة أمريكية العام الماضي لاحياء عملية السلام.
وقبل ايام من وصول كيري الى القدس اتهم زعماء فلسطينيون أيضا اسرائيل بالسعي لتقويض المحادثات التي تهدف لانهاء الصراع المستمر منذ عقود.
وركز كيري تصريحاته على جهود الولايات المتحدة من أجل التوصل الى اتفاق سلام تأمل واشنطن انجازه بحلول ابريل نيسان وسعيه على المدى القصير للتوصل الى اتفاق اطاري سيمهد الطريق للتوصل الى اتفاق دائم.
وقال ان الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين يقتربون من نقطة أو ربما بلغوا النقطة التي يتعين عندها اتخاذ قرارات صعبة وتعهد بالعمل مع الجانبين بشكل مكثف في محاولة لتضييق هوة الخلافات بشأن الاتفاق الاطاري.
واوضح كيري ان الخطوط العريضة لمثل هذا الاتفاق ستتطرق الى قضايا جوهرية مثل حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية والأمن ووضع القدس واللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف “انها ستضع المعايير الثابتة والمحددة التي سيعرف الطرفان منها الى اين يتجهان وكيف ستكون النتيجة النهائية. هذا سيستغرق وقتا وسيحتاج الى التوصل لتفاهم من الجانبين. التوصل الى اتفاق اطاري سيمثل انفراجة كبيرة.”
ويبدو ان كيري يحاول دفع الطرفين الى قبول سلسلة من الحلول الوسط في الخطوط العريضة لاتفاق على ان توضع التفاصيل لاحقا.
وقال وزير الخارجية الامريكي الذي ينوي الاجتماع مع نتنياهو وعباس بشكل منفصل خلال الايام الثلاثة المقبلة انه لا يعتزم فرض أفكار أمريكية ولكن دعم جهود الطرفين. وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان كيري لا يتوقع حدوث انفراجه خلال زيارته.
وبدت مواقف المسؤولين من الجانبين متباعدة هذا الأسبوع فيما يتعلق بالقضايا الأساسية في الصراع.
ورفض نائب وزير الخارجية الاسرائيلي زئيف الكين يوم الخميس قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب عام 1967 التي استولت فيها اسرائيل على قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.
وقال الكين “يجب ان يظل غور الاردن تحت السيادة الاسرائيلية الى الابد” في اشارة الى منطقة حدودية مع الاردن يريد الفلسطينيون ان تنسحب منها اسرائيل بالكامل.
ونقلت صحيفة هاارتس عنه قوله ان “حدود 1967 هي حدود أوشفيتز” في اشارة الى ان أي خطوة من هذا النوع ستؤدي الى تدمير اسرائيل.
وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء دعوته الى اجلاء جميع المستوطنين والجنود الاسرائيليين الموجودين داخل حدود 1967 قائلا انه لن يتردد في رفض اتفاق سيء.
وقال في كلمة “لن نتردد لحظة ونحن ابناء الانطلاقة وابناء الثورة وابناء هذا الشعب الشجاع في ان نقول لا ومهما كانت الضغوط لاي مقترح ينتقص او يلتف على المصالح الوطنية العليا لشعبنا.”
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الشهر الماضي ان أي اتفاق اطاري يمكن ان يسمح باستمرار المحادثات عاما آخر. لكنه قال في وقت سابق هذ الاسبوع ان المحادثات التي تجري بوساطة أمريكية تتعثر وهدد باحالة اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية