بسّام الطيارة
تشتبك كتائب مقاتلة معارضة مع «داعش» و تعلن حرباً مفتوحة عليها. مقاتلو داعش يطلبون هدنة. المعارضة السورية تحرر مدن من أيدي مقاتلي القاعدة. مظاهرات في المدن التي استحوذتها داعش وحولتها إلى إمارات. الشعب السوري يطالب بإخراج السلفيين من أحياءه.
كلها أخبار جيدة . هذه أخبار مفرحة.
برافو للمعارضة !
ولكن الأهم بين هذه الأخبار أن المعارضة بشقيها في الداخل والخارج و«لأول مرة» تعلنها حرباً على الجهاديين.
بات وراءنا حديث معاذ الخطيب الذي كان يلوم واشنطن وحلفاءه الغربيين على تصنيف «جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب.
باتت وراءنا تصريحات المعارضة التي كانت تتجاهل تجاوزات الجهاديين بحجة محاربة الأسد.
باتت وراءنا تحالفات الجيش السوري الحر مع الجهاديين لضرب الأكراد في الشمال السوري.
إنها الثورة الثانية.
اليوم مطلوب من المعارضة السورية أن تضع يدها في يد أكراد سوريا للانتهاء من السرطان الجهادي في الشمال.
مطلوب منها كثير من الثقة بالنفس للتوجه إلى جنيف ٢ لتحصل على ما تريده عبر التفاوض. أن تذهب موحدة تتحدث بصوت واحد ينقل اهتمامات المكونات السورية بكل تنوعاتها.
مطلوب منها أن تطمئن لبنان والعراق والأردن بأنها ليست حاضنة للإرهاب التكفيري،
تثبت المعطيات يومياً أنه لا يمكن لأي فريق فرض نفسه بقوة السلاح على الأرض السورية. جرب النظام وفشل وأعداد الشهداء التي جاوزت الـ ١٣٤ ألف خير شاهد على عقم الحل العسكري.
إن المستقل هو لسوريا الديموقراطية. لا شك في ذلك.
إن المناورات السياسية والمثابرة والتفاوض تحت مظلة القوى العالمية قد يكون أجدى نفعاً في هذه المرحلة من قتال على جبهتين جبهة الجهاديين وجبهة النظام. التفاوض سيعطي المعارضة السورية حيزاً من الحرية لتتخلص من الضغوط الخارجية كل الضغوط الدولية والإقليمية لبناء سوريا جديدة مع كل مكونات الشعب السوري كل الطوائف كل القوميات. برافو معارضة لهذا المنعطف التاريخي الذي يعيدها إلى داخل سوريا ويبعدها عن التأثيرات الخارجية من جهاديين ومن لاعبين إقليميين.