- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

” لعبة الإنتظار ”

Najat 2013_2نجاة شرف الدين

بالتزامن مع إرسال الأمم المتحدة للدعوات من أجل عقد  مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا والمقرر في الثاني والعشرين من كانون الثاني الجاري ، ومع الإعلان عن لقاء سياسي مرتقب في الثالث عشر من الجاري بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري تحضيرا لهذا الاجتماع كما لبحث غيره من الملفات ، كان لبنان ، المدعو لحضور المؤتمر ،  يلملم جراح ما أصابه جراء الإنفجارين الأخيرين الذين إستهدفا الوزير محمد شطح والشارع العريض في حارة حريك . حالة الهلع التي يعيشها اللبنانيون هذه الأيام والمتواصلة مع استمرار الإنفجارات والتوتر السياسي السائد في ظل غياب الأفق السياسي للحل ، رفعت من وتيرتها اليوم ما أثاره الإعلام عن مرحلة دقيقة تنتظر لبنان قبيل إنعقاد مؤتمر جنيف 2 وهو ما تناقلته بعض وسائل الإعلام  عن مراقبين قولهم إنّ “الأيام القادمة ستكون في غاية الخطورة، الأمر الذي يستدعي من القوات العسكرية والأمنية اللبنانية أن تكون على اهبة الاستعداد وبصورة مستمرة”.
وعلى الرغم من أن النتائج المتوقعة لهذا المؤتمر محدودة لا بل معدومة في ظل الوضع الميداني القائم على الأرض السورية ، كما في ظل الخلاف الدولي حول رؤية موحدة لمستقبل سوريا ، إلا أن الكثير من المراقبين ينظرون بحذر شديد للفترة المتبقية قبيل عقد المؤتمر على مستوى المعارك الميدانية في الداخل السوري ، كما على مستوى الصراع في لبنان والذي يعيش إرتدادات الأحداث السورية أمنيا وسياسيا .
التحذيرات من خطورة الأوضاع ولا سيما الأمنية إنطلقت من العديد من المسؤولين اللبنانيين ،رسميين وحزبيين ،  لا سيما بعد إنطلاق نوع جديد من العمليات وهي الإنتحارية في إنفجار السفارة الإيرانية وفي حارة حريك ، والإعلان عن القبض على ماجد الماجد أمير “كتائب عبد الله عزام ” الذي أعلن عن مسؤوليته عن انفجار السفارة ومن ثم الإعلان عن لغز وفاته ، كل ذلك إضافة الى التوتر في طرابلس وفي عرسال والبقاع ، كما التوتر في المواقف السياسية بين طرفي 8 و 14 آذار يعزز القلق والخوف اللبناني من هذه الأوضاع وما تشكله على الواقع من إمتداد للحالة السورية والعراقية خاصة مع دخول ” النصرة وداعش ” الى الصراع اللبناني .
التحذيرات أيضا لم تقتصر على المسؤولين اللبنانيين ليضاف اليها تحذير جديد من السفارة الأميركية لمواطنيها بعدم السفر الى لبنان داعية كل الرعايا الأميركيين المقيمين في لبنان التحلي بأقصى درجات الحذر وهي الرسالة الثانية بعد أن كان سبقها رسالة مماثلة من الخارجية الأميركية عشية رأس السنة . الرسائل الأميركية كان سبقها أيضا دعوات من دول أخرى ولا سيما الخليجية بعدم السفر الى لبنان وهو ما جددته كل من دولتي الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية.
يعتبر العام الحالي 2014 بالنسبة للبنانيين عام الإستحقاقات السياسية ولا سيما منها رئاسة الجمهورية كما لاحقا الإنتخابات النيابية ، كما يعتبر أيضا عام الإستحقاقات السورية وهي رئاسة الجمهورية وهو أيضا عام الإستحقاق بين إيران والدول الست الكبرى من أجل الإتفاق النهائي على الملف النووي  ، ومن هنا تتزايد المخاوف من ان يكون الإيقاع الأمني يترافق مع الإيقاع السياسي لهذه الإستحقاقات ، بمعنى استخدام لبنان كساحة أمنية لخلط الأوراق أو توجيه رسائل أو نقل المعركة الى معقل حزب الله على خلفية دخوله في الأحداث السورية.

صحيح ان دخول الإرهاب الى لبنان جعل مختلف الأفرقاء يتهيب ويعتبر أن لبنان دخل أو أدخل في أتون معركة أكبر من حجمه ، واستنفر البعض من أجل التوصل الى تسويات مؤقتة في الوقت الضائع من أجل تشكيل حكومة  تمرر استحقاق الرئاسة وتجنب لبنان ولو مؤقتا ، انعكاسات تجاوزت حجمه ودوره ، إلا أن لعبة تمرير الإستحقاقات  اليوم أصبحت مكلفة ويبدو أن الثمن سيدفع دما ولو في حالة الإنتظار …