
وقال الجولاني في التسجيل الذي بثته الجبهة على حسابها الرسمي على موقع تويتر إن “هذا الحال المؤسف دفعنا لأن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجح مستقل، ويوقف إطلاق النار وتتعهد الجماعات بالوقوف صفاً واحداً وبالقوة أمام كلّ من لا يلتزم بقضاء اللجنة الشرعية بعد إقرارهم فيها” كما “يجري تبادل المحتجزين من كلّ الأطراف وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى وتفتح الطرق للجميع”.
واعتبر أن الاقتتال الحاصل ” في غالبه فتنة بين المسلمين” وأضاف “نحن اذ نعتقد بإسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الاطراف الخائنة للحالة الراهنة لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية واهنة”.
وتدور منذ الجمعة معارك عنيفة بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين المعارضين من جهة، وعناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في مناطق واسعة من شمال سورية.
وتشارك جبهة النصرة في المعارك الى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من “الجبهة الاسلامية” و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سورية” في بعض هذه المعارك، في حين تبقى على الحياد في مناطق أخرى.
وقال الجولاني إن “هذه المبادرة قد قبل فيها بعض الأطراف وعلق بعضهم موافقته على موافقة الأطراف الأخرى وماطل البعض في الإجابة”، مؤكداً في الوقت عينه ان “الفرصة لا تزال سانحة لإنقاذ الساحة بهذه المبادرة أو غيرها أو التعديل عليها”.
وتابع الجولاني في تسجيله الصوتي “لقد جرت الكثير من الاعتداءات في الساحة بين الفصائل المسلحة وتجاوزات من بعض الفصائل. كما ان السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة في الساحة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع”، اضافة الى عدم التوصل “الى صيغة حل شرعية بين الفصائل البارزة تنصاع لها كل القوى لحل الخلافات العالقة”.
واضاف الجولاني ان هذه التراكمات ادت الى “قتال على مستوى عال جداً ستدفع ثمنه إن استمر الساحة اولا”، وان الثمن على “المجاهدين” (المقاتلين الاجانب وغالبيتهم في الدولة الاسلامية) و”الانصار” (من السوريين) سيكون “ضياع ساحة جهادية عظيمة وسينتعش النظام بعد قرب زواله، وسيجد الغرب والرافضة (في اشارة الى العلويين والشيعة) لنفسهم موطئ قدم كبرى في اجواء هذا النزاع”.
وأعلن أن النصرة ستظلّ محافظة “على خطوط الرباط ضد النظام “وستحاول تعزيز مواقعها، لكنه شدد على أنها ستدافع عن نفسها “ضد أي عدوان يقع علينا.. على النفس والمال من قبل أي طرف كان”.
وعن المهاجرين، قال “وجب على كل عنصر من عناصر الجبهة من أهل الشام والناس عامة أن يتولوا حماية من أوى إليهم ويدفع عنهم بدمهم ومالهم، فهذا واجب شرعي”.
وتوجه إلى المهاجرين، محذراً أن “تستغل هجرتكم وجهادكم لغير الأجل الأعظم الذي نفرتم من أجله أو يحيد قتالكم عن أولويات الصراع”.