صدر للشاعر اللبناني مهدي منصور عن شركة المطبوعات ديوانه الجديد بعنوان “الظل فجر داكن”. عن هذا الديوان كتب الشاعر شوقي بزيع قائلاً:
“يكتُبُ مهدي منصور الشعر لأنّه لا يستطيع أن يتقنَ “عملًا” آخر سواه. ذلك أنّه ممسوسٌ منذ الولادة بتلك الكهرباء البريّة التي لا ينفكّ يعملُ على ترويضها وتنقيتها من الفوضى، وتبويبها في أوزانٍ وقوافيها ورعشات. كأنّ الشعر عنده احتفالٌ غنائيٌّ، وتسييلٌ تعبيريٌّ لطرب الحواس، وتواطؤ غير متعمّد بين الافتتان باللغة والافتتان بالأنوثة”.
يُدركُ مهدي، رغم ذلك، أنّ التحدّي الأخطر المرفوع في وجههِ من المنجز التفعيلي السابق الذي كاد أن يستنفدَهُ روّاد الحداثة المؤسّسون. ولذا فهو يقاتلُ على جبهتين اثنتين: جبهة الصراع مع الآخرين فوق أرضٍ شبه محروقةٍ بالكامل، وجبهة الصراع مع نفسه، بُغية انحيازٍ أكثر للمعنى، وتشذيب للقصيدة من فائض الكلام وحمولة الإنشاد الزائدة. وعلى الدرب الخطرة لاصطياد الينابيع أكادُ أجزمُ بأنّ مهدي منصور، مع قلّةٍ قليلةٍ من مجايليه، سيدرأ عن قصيدة الوزن شبهة التأسُّن والاستنفاد، وسيشرّعُها على المدهش والمفاجئ وغير المتواطئ، حسبما يختم بزيع قراءته للشاعر منصور.
ومهدي حائز ذهبيّة برنامج “المميّزون” 2003. وجائزة لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء 2008 وجوائز أدبيّة أخرى.صدرت له خمس مجموعات شعريّة حتى الآن.