- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«القاعدة» خارج الاتفاق الكبير

Bassam 2013نقطة على السطر
بسّام الطيارة
بعد الاتفاق  حول النووي الإيراني بدأت التحولات في المنطقة.
بالتسلسل:
– بدأ التضييق على شبكة القاعدة في لبنان ثم العراق ثم في شمال سوريا ولكن أيضاً في شرق الأردن (كشف عن مخابئ أسلحة وتوقيف مهربي سلاح إلى الداخل السوري)، وكذلك أيضاً في تركيا (توقيف مهربي سلاح وشحنات أسلحة على الحدود السورية ووقف – الدعم العسكري عبر الحدود).
– بدأ الجيش السوري الحر والكتائب المنضوية تحت رايته بمهاجمة «داعش».
– تم الاتفاق على موعد لجنيف ٢  في ٢٢ ك١/يناير.
– اختفت أخبار معارك القلمون. وتركز قصف قوات النظام على شمال البلد (بالبراميل وهي بدعة جديدة!).
– بدأ الحديث عن فتح ممرات لتموين المحاصرين ودخلت بعض المساعدات (نقطة في بحر المطلوب) بالاتفاق مع المنظمات الدولية.
– في لبنان بدأ العد العكسي لتأليف حكومة وكأن كل العقبات زالت بسحر ساحر.
أعلن عن بدء رفع العقوبات المالية على إيران في ٢٠ ك١/يناير.
كل هذا إن دل على شيء فهو أن محور لبنان سوريا العراق وإيران مرتبط ترابطاً وثيقاً. وأن «الاتفاق الكبير» شمل كل هذه المنطقة آخذاً بعين الاعتبار مصالح القوى الكبرى بالطبع (روسيا وأميركا) والقوى الإقليمية المؤثرة (السعودية وتركيا) وأن مصلحة إسرائيل ليست بعيدة عن دائرة الاهتمام الأولى فهي تنتظر تحميل آخر شحنة من الكيميائي السوري الذي «كان» يشكل عامل ردع للنووي الإسرائيلي.
في هذا الإطار يمكن تصنيف ما تحدثت عنه بعض وسائل عن «صراع سعودي قطري». إه هو حصل فليس بسبب تنافر في الأهداف الاستراتيجية فهي مشتركة: النظام السعودي مثله مثل القطري يريد التخلص من النظام السوري الحالي. الرياض بعكس الدوحة «ليست على عجل» وهي تعرف وزنها في ميزان القوى الكبرى، وما تنقلات الأمير بندر إلى موسكو إلا مؤشر على ذلك تتفاوض تتحدث وتطالب بحصتها. والسعودية بحكم وزنها المالي والسياسي في الخليج وقدرتها على التأثير على أسعار النفط العالمية تستطيع أن تنتظر لـ…ترى. قطر عاشت ثورة قصر في موازاة انغماسها في الحرب الأهلية السورية وغاب اللاعبان الأساسيان في سياستها الخارجية خلال سنوات «الربيع العربي» العتيدة. ومهما كتب الطبالون ونافخو المديح ثورة القصر هذه كانت نتيجة «إفلاس سياسة قطر في مرحلة الربيع العربي» (مصر وليبيا وتونس والمجلس الوطني السوري… وخصوصاً مصر). رأس الهرم الجديد في الدوحة يريد «الحد من الخسائر» ولكنه يريد حصته من «كاتو سوريا»، وقطر، مثلها مثل دول عربية وغير عربية كثيرة، تعرف أنها تستطيع الحصول على «دعم سعودي» في حال خففت من معاندتها ومحاولة لعب دور أكبر من دورها. يفسر هذا تخلي الدوحة عن كتائب إسلامية كانت تدعمها في شمال سوريا وانقلاب موازين القتال.
مع كل ما يقال عن «داعش» يظهر من خلال صورة وتسلسل الاتفاق الكبير أن داعش هو أولاً وأخيراً (وكما لم تكف عن الإعلان عنه) تنظيم ربيب لتنظيم القاعدة الدولي. قد يتحالف مع بعض الأجهزة لحين. قد يقبض من أحهزة في أحيان أخرى. قد يتحالف مع كتيبة للحصول على تسليح. ولكنه في النهاية ينتمي لتنظيم سديمي لا يتعلق بأي دولة ولا بأي نظام. قد يعتقد رئيس جهاز أنه يستعمل داعش ولكنه ينبين عند انتهاء كل جولة أن القاعدة هي التي تتلاعب برئيس الجهاز هذا وبدولته في سياق استراتيجية حرب عالمية معلنة.

لينظر الائتلاف السوري جيداً إلى هذه «القاعدة التي تشكل قاعدة عمل تنظيم القاعدة» ليكمل طريقه نحو طاولة التفاوض لأن إدامة القتال لا يفيد إلا … القاعدة.