- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

آخر المناورات قبل جنيف ٢

Georges Malbruneau photoجورج مالبرونو

لازالت الحرب البوكالة في سوريا متصاعدة، فمن جهة هناك إيران وحزب الله يدعمان النظام، من جهة أخرى، المملكة العربية السعودية تدعم الجبهة الإسلامية ضدّ بشار الأسد.

لقد بدأ النزاع في ربيع 2011 مع مظاهرات مسالمة تمّ قمعها بشدة من قبل الجيش ثم بدأت المنطقة تتزود بالوسائل العسكرية لتصبح المجابهة في المنطقة بين إيران حامي الشيعة وبين العربية السعودية حامية السنة والعدوة اللدودة لبشار الأسد.

نتائج هذه المجابهات على الأرضية السورية هو انتشار عمل المتمردين المرتبط خصوصا بأصحاب الأوامر الذين لديهم نفوذًا ماليا وكذلك الذين يستطيعون السلاح وإرغام المتمردين على اتباع استراتجيتهم.

لقد شهدت هذه الأشهر الأخيرة تغييرا دقيقا في طبيعة الهجومات لمناوشاتاللمتمردين   العديدة ضدّ الجيش أعقبتها معارك واسعة لاسيما في الغوطة، وهي منطقة زراعية حول دمشق. والنظام السوري مقتنع أنّ هذه المواجهات الواسعة هي من تخطيط أحهزة استخبارات تقودها السعودية والأمير بندر بن سلطان بشكل خاص وهو الذي جعل من سقوط بشار الأسد مسألة شخصية.

ويقول لوي حسين، معارض مقبول من قبل النظام: “صحيح أنّ السعوديين منذ تراجع قطر قليلا نابوا عنها”. في إشارة إلى دفع رياض لإنشاء الجبهة الإسلامية مع الجيش الإسلامي الذي يتزعمه أحد حلفائها زهران علوش وهو الرجل القوي لمنطقة دومة قرب دمشق، بحيث قام أحد المقربين منه بقصف بواسطة الصواريخ لمنطقة تبعد 60 كلم. وبعد ذلك حصل هجومان الأول كان في منتصف شهر ت٢/نوفمبر  في منطقة الغوطة الشرقية وصادف ذلك مع  الهجوم الثاني الذي نفذه  الآلاف من المتمردين الذين تم تدريبهم في الأردن.

واعترف مسؤول رفيع في سوريا أنّ: “الإرهابيين هجموا ووصلوا إلى خطوط  الدفاع”، وقد أمضي الموالون عدة أيام لاسترجاع المنطقة الضائعة بفضل امدادات وتعزيزات حزب الله. ويقول البعض أنّ الأمر يتعلق بالهجوم المكثف الذي كان يجب أن يتبع بضربات أمريكية-فرنسية التي تم تأجيلها نهاية شهر آب/اغسطس بعد تسوية أزمة الأسلحة الكيميائية التي اتهم النظام باستعملها ضدّ خصومه.

عوامل عديدة

ويؤكد ديبلوماسي عربي في بيروت أنّ : “الأمير السعودي بندر يريد أن يبرهن للغرب أنه يمكنه التغلب على القاعدة التي ترهبهم وفي نفس الوقت على نظام بشار الأسد”. لكن في هذه الحرب الوسخة ذات العوامل العديدة التي تزداد صعوبة وتعقيد، يبدو أنّ رياض يمكنها الاتكال على جارتها المشاغبة قطر التي لم تتخلى على لعب دورها في المنطقة. ويقول معارض متواجد في إسطنبول: “عندما لا تتمكن قطر من اختيار رجالها في حالات المعارضة، يحاول مبعوثو الدوحة الثأر بإرسال أسلحة إلى الفرق الإسلامية المعادية لنا”.

كيري ولافروف يحاولان تسهيل الطريق إلى جنيف 2

 وقد نادت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بعد اجتماع «أصدقاء سوريا» بفتح “ممرات إنسانية”، والعمل على تفعيل “هدنات محلية” وكذلك تبادل السجناء كمقاييس ثقة بين الحكومة السورية والمتمردين. وتم الإشارة إلى هذه الأفكار خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد في باريس وجمع جون كيري وسرغي لافروف وهذا قبل أيام من موعد مؤتمر “جنيف ٢”  في ٢٢ ك٢/ يناير الحالي في مونترو على ضفاف نهر ليمان.

والتقى الوزيران مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لخضر الإبراهيمي. وقد أشار  لافروف إلى أنّ حكومة الرئيس بشار الأسد يمكنها أن تقبل بفتح “ممرات إنسانية” لمساعدة السكان المدنيين في سوريا لاسيما في منطقة الغوطة الشرقية في ضواحي مدينة دمشق حيث ١٦٠ ألف مواطن محاصر في قلب المعارك حسب الأمم المتحدة.

وحسب أقوال جون كيري فإنّ المتمردين المدعمين من قبل الولايات المتحدة على الرغم من أنهم لا يمثلون جميع الفصائل المشاركة على أرض سوريا قد قبلوا مبدأ احترام وقف إطلاق النار إذا تعهدت الحكومة بتطبيق هدنة جزئية.