- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جاك فيرجيس دافع عن القضايا العربية فـ…أفلس

Capture d’écran 2014-01-19 à 08.16.49نقطة على السطر

بسّام الطيارة

بعد وفاة المحامي الشهير جاك فيرجيس في ١٥ آب/أغسطس الماضي  تبين أنه لم يدفع الضرائب لسنوات عديدة وأنه مدين لعدد من المصارف بمبالغ كبيرة. وبأمر من المحكمة تقرر بيع الفيلا التي كان يسكنها في وسط باريس شارع «فانتيميل» هذا العنوان الذي يعرفه الصحافيون جيداً. وكذلك طرح بالمزاد العلني كافة مقتنيات المحامي.
وقد تحفظت نقابة المحامين على «أرشيف» فيرجيس حفاظاً على أسرار الموكلين (جورج إبراهيم عبدالله أشهرهم). وقد استطاع محبو المحامي «تهريب» بعض القطع التي كانوا يدركون أنه يحبها مثل صورته إلى جانب الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أو رداء المحاماة الذي ارتداه لسنوات وسنوات أو اللوحة النحاسية التي كانت معلقة على باب مكتبه في الجزائر.
وقد لوحظ وجود العديد من المحامين من زملائه وبينهم العديد من المحامين الشباب في المزاد وقد حضروا لشراء بعض من مقتنياته للذكرى.  وقد بيع مكتبه الضخم بـ ٣٨ ألف يورو واشترت النقابة تمثالاِ صغيراً بـ ٤ آلاف يورو وكذك اشترت النقابة كافة مراسلات فيرجيس مع «جبهة التحرير الوطنية» الجزائرية عندما كان يمثلها ويدافع عنها أمام محاكم«المستعمر الفرنسي». وذكر مندوب النقابة لـ«برس نت» أن المراسلات ستقدم كهدية إلى نقابة المحامين في الجزائر.
عدد غير قليل من المعجبين الفرنسيين كان يزايد ويشتري قطعاً صغيرة من محتويات المكتب للذكرى (بأسعار رخصية جداً بين ٥ و١٠ يورو). واشترى محامون مشهورون مكتبته التي قسمت إلى عدة قطع (مجموعة هائلة كتب قيمة جمعها على مدى ستين سنة من ممارسته للمهنة).
الغائب الأكبر عن المزاد وبين المزايدين كانوا « العرب» المعجبون بمحامي القضايا العادلة جاك فيرجيس الذين كانوا يمجدونه ويطبلون له ويلجأون له. ولكن عندما تطلب الأمر مد اليد  إلى الجيوب لاقتاء محتويات مكتبه ولو القليل من مقتنياته للذكرى أو لإنشاء متحف أو مركز يذكر بأنه دافع عن قضايا العرب، أسفروا وجوههم.
لم يطلب فيرجيس مساعدة مالية عندما كان حياً يرزق. فهو كان أبياً يدخن السيكار ويمشي مثل النبلاء يدافع عن الفقراء والقضايا العادلة من دون مقابل في معظم الأحيان وهذا ما يفسر وضعه المالي الصعب الذي ظهر بعد وفاته. ولكن كالعادة لا يعرف العرب أصدقاءهم إلا عندما يبرفون في الدفاع عنهم «مجاناً»  المال العزيز على العرب مخصص لأماكن الخلاعة والرقص …والخيل والليل.
.