- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ناجي العلي.. وحنظلة.. في غزة

غزة ــ سناء كمال
“ناجي العلي هو أكثر رجل عبر عن القضية الفلسطينية، من خلال رسمه للكاريكاتير، وهو ما دفع الإسرائيلييين إلى اغتياله، ظانين أنهم عملوا على اسكاته، لكنني سأكمل طريقه من خلال أعمالي، ليستمر صدى صوته باختراق الحدود والوصول إلى العالم أجمع، فأنا أشعر بأن روحه تسير بجسدي”.
بهذه الكلمات بدأت الفنانة الفلسطينية فداء النشار (21 عاما) حديثها مع “أخبار بووم” خلال مشاركتها في بازار أقامته “ركوة”، وهي مجموعة شبابية تعمل على شق طريقها الفني، تعرض فيه منتوجات فنها الحرفي، من رسم على لوحات من الزجاج والتطريز والمزهريات اليدوية التي تصنعها من أكواب الشراب لتخرج منه تحفة فنية.
وكانت فداء تحلم دوما بتحقيق حلمها بأن تصبح مشهورة مثل ناجي العلي وأن تتبنى قضيتها الوطنية وتستطيع التعبير عن المأساة التي يعيشها شعبها من خلال الفن الحرفي، الذي عشقته وهي في سن السادسة من عمرها، حين كانت تصنع دمى الـ”باربي” لتلعب بها مع أختها التوأم نداء.
وتقول فداء: “حين وصلت إلى الصف العاشر تعرفت على ناجي العلي من خلال كتاب وقع بين يدي، وقرأت سيرته الذاتية، شعرت وقتها أننا نتشابه كثيرا، فكان دافعا لي بأن أرسم حنظلة على الزجاج، وهو ما أبهر أهلي وأصدقائي وشجعوني على احتراف الفن الحرفي، وأن أعبر عما يجول بداخلي من خلاله”.
وتضيف فداء وملامح الفرح بادية على وجهها، وهي ترى إعجاب الزوار بفنها: “ناجي العلي لم يمت بداخلي،  ولا بداخل أي فلسطيني، واليوم وأنا أرى هذا الحشد الذي طالما حلمت بوجوده، أشعر بأنه موجود معي، وأن الزوار يهنئونه هو قبل أن يهنئوني، وأشعر بأنه يحدثهم من خلال كلماته المخطوطة على الصور بجانب حنظلة، بطله الدائم”.
وتتمنى فداء أن تقيم معرضا فنيا خارج حدود فلسطين، وخصوصاً بالدول الأوروبية ليصل صوت القضية الفلسطينية إلى دول العالم أجمع، معتبرة أن ذلك يعمل على تحشيد الرأي العام الدولي لصالح الفلسطينيين.
ويتجول الزوار من مثقفين وإعلاميين ومبدعين ومهتمين بالفن الحرفي وعشاق ناجي العلي، في طرقات المعرض، على صوت الأغاني الوطنية في المكان، وفي مقدمتها “أناديكم” لمارسيل خليفة، ويقفون عند كل لوحة فنية مرسومة على الزجاج يتأملونها ويسرحون بالمعاني التي  تعبر عنها تلك اللوحة.
وأمام لوحة بنيت فيها القدس على ألواح من خشب تمتد إليها يد إسرائيلية تحمل عود ثقاب مشتعل، ويقف حنظلة مستنكرا المشهد ، وقف الدكتور طلال الشريف، وهو طبيب جراح، يتأمل، فيقول: “استطاعت تلك الصورة أن تعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل، فالقدس أحرقها اليهود بالماضي، ويعملون على حرق المسجد الأقصى مرة أخرى، وإن كان يعمل على تغيير ملامحها الجغرافية بالوقت الحالي من خلال الحفريات”.
ويضيف: “أرى المستقبل عبر جميع اللوحات، لأن الشباب يقومون بدور الأحزاب السياسية، بتصدير قضيتهم إلى العالم الخارجي من خلال إبداعاتهم، كما يفعل المبدعون دوما، فهم جيل المستقبل وهم الذين يستطيعون تحرير أرضهم بأيديهم بالوقت الحالي، من خلال انطلاقهم الشبابي، وقدرتهم على التعاطي مع وسائل الاتصال الحديثة التي من خلالها يستطيعون الوصول إلى العالم أجمع”.
وأعجبت “اللوحات الوطنية” الأخصائية الاجتماعية ريهام عياد، لما تستطيع تلك اللوحات من إثارة مشاعرها الوطنية، داعية المسؤولين بوزارة الثقافة إلى الاهتمام بالقدرات الفنية الشبابية وألا يقتصر الحدث فقط ضمن حدود الدولة.
واشتملت اللوحات الفنية على عبارات وطنية مثل “صمتنا لن يطول”، “سنعود يا قدس” ، “أنا من فلسطين”، وصورة تشخص حنظلة وهو يفتح باب المستقبل، وأخرى يركض فيها خلف الهوية الفلسطينية، وثالثة يقف أمام فتاة ذات شعر طويل تبكي حرقة على ضياع وطنها منها.