- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عذراً أيها الشيعي… فأنت لست لبنانياً

ياسمين طبوش
هم شباب حالهم  كما  حال كل الشباب اللبناني الذي قصد دول الخليج بحثاً عن فرصة عمل. هم شباب كما كل الشباب اللبناني كان لهم الأفضلية على باقي الجنسيات العربية فتم اختيارهم  لشغر أهم المناصب في الإدارة والهندسة والمحاماة وغيرها من المجالات.
هم شباب كما كل الشباب اللبناني وجد في دول الخليج المخرج لأزمته؛ وكيف لا وهي التي قدّمت له الوظيفة التي تليق بشهادته وأمّنت له المردود المادي التي عجزت دولته الأم عن منحه إياه، فاستطاع أن يرتقي إلى مستوى معيشي أفضل كما أحب دائماً وأن يعيش حياة مرفّهة وليست أوهاماً وأكاذيب أقنع نفسه بأنه عاشها في بلاده.

هم شباب كما كل الشباب اللبناني لم تعد هذ الدول بالنسبة لهم بلد الإقامة المؤقتة، بل تخطت ذلك لتصبح موطنهم الفعلي. فإذ تجد بأن المجتمع اللبناني انتقل بأكمله وليس فقط بأفراده إلى الخليج وانتقلت معه شوارع الحمراء والزلقا بما فيها من مقاهي ومطاعم لبنانية ومحلات تجارية وعيادات طبية ومراكز تجميلية الى هناك عبر افتتاح فروع لها.

هم شباب كما كل الشباب اللبناني الذي تأثر بشكل مباشر  بالأزمة الإقتصادية العالمية التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية والعالم في العام ٢٠٠٨، والتي أدّت إلى انهيار أكبر وأهم الشركات والمؤسسات العالمية وأدت إلى تسريح عدد كبير من العاملين فيها.

إلا أنه بالأمس القريب لم يعد  حال هؤلاء الشباب كما حال كل الشباب اللبناني الآخرين، فانشقوا عنهم ليصبحوا فجأةً شباباً من عالم آخر، كيف لا وهم ينتمون إلى  المذهب الشيعي الذي يشكّل وجودهم غير المُحبّذ خطراً أمنياً على هذه الدول.
فقد تضاربت المعلومات عن عدد الشيعة المسرّحين من وظائفهم نتيجة مذهب يحملونه على الهوية.

من يتجرأ أن يروي القصص الحقيقية لهؤلاء؟ ومن يتجرأ أن يتحمل مسؤوليتهم ؟
هل يتحمّل قياديو حزب الله وحركة أمل مسؤولية مواقفهم السياسية وتعريض كل الشباب الشيعي لضياع حلم واعد لم يكتمل؟ علماً أن بعضاً منهم قد يكون لا   يتعاطى أصلاً في السياسة أو حتى لا يؤيد خطهم السياسي. أم يتحمل قياديو ١٤ أذار مسؤولية عدم تحركهم تجاه الموضوع علماً بأنهم على علاقة طيبة مع معظم هذه الدول ولهم لدى قادتها حظوة.

في كل الأحوال تأتي هذه الأزمة لتذّكر مرةً أخرى الشباب اللبناني بأكمله، وليس الشيعي منه فحسب، بأن علاقته مع البلد الذي لجأ إليه لتحسين وضعه المعيشي لم تكن يوماً إلا علاقة سلف ودين، وبأن توقعاته في إيجاد الإستقرار الذي يبحث عنه في بلاد الإغتراب قد تُحبط في أي لحظة. فها هو الوطن المغلوب على أمره يتخبّط بشرخ مواقف رجال السياسة فيه وأبناؤه يدفعون ثمن لا ذنب لهم فيه. من المسؤول؟!