- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

” فيتو أوباما الإيراني ”

Najat 2013_2نجاة شرف الدين
مبكرا بدأ الحديث في أميركا عن ما ينتظر أن يكون الإرث الذي سيتركه الرئيس باراك أوباما ، اول رئيس أسود لأميركا عند نهاية ولايته الثانية بعد حوالى الألف يوم ، كما مبكرا بدأ الحديث عن تحضيرات وزيرة الخارجية السابقة ومنافسته السابقة للرئاسة في الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ، من أجل خوض معركة الرئاسة في العام 2016 . يستبق الأميركيون في نقاشاتهم ما تبقى من سنوات ولايته ، للحديث عن ما تحويه أجندته في الوقت المتبقي ، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الداخلية على مستوى  إصلاح قانون الهجرة واستكمال خفض  نسبة العاطلين عن العمل وخلق فرص عمل جديدة وإصلاح برامج التجسس في الولايات المتحدة بمساعدة الكونغرس إضافة الى الملفات الخارجية لا سيما إستكمال إنسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد أن أتم الإنسحاب من العراق .
ربما سيكون أيضا من إرث الرئيس أوباما هذه المعارضة الشرسة للجمهوريين لكل ما يطرحه في السياسة الداخلية والخارجية . أوباما الذي فشل في تحقيق العديد من وعوده السابقة بسبب هذه المعارضة ، جدد وعده الذي كان قد قطعه في العام 2008 بإغلاق سجن غوانتانامو وقال: “هناك حاجة إلى أن يكون هذا هو العام الذي يرفع فيه الكونغرس القيود الباقية على عمليات نقل المعتقلين وأن نغلق السجن في خليج غوانتانامو”.
وفي السياسة الخارجية  والتي يرى الأميركيون أن عودة أبناءهم من مناطق الصراع في العالم كانت إحدى إنجازات أوباما كونه أنهى حربين في العراق وأفغانستان ، بغض النظر عن الأسباب والنتائج ، فان الكثير من المقالات التحليلية الأميركية تعتبر أن أميركا وعلى الرغم من أنها لم تعد تلعب دور شرطي العالم إلا أن دبلوماسيتها نجحت في العديد من المحطات ومن دون ان يرسل الأميركيون أبناءهم للحرب خارج الحدود.

في خطابه السنوي حول حال الإتحاد ، والذي أجمع العديد من المراقبين على اعتباره من أبرز خطاباته اللافتة في الأداء كما في المضمون واللغة الجميلة والمعبرة في آن ، حذر أوباما الكونغرس من  أنه سيستعمل حق النقض ضد أي عقوبات على إيران قد يصوّت عليها الكونغرس خلال فترة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وهو قال “فليكن ذلك واضحاً: في حال أرسل لي الكونغرس الآن قانون عقوبات جديداً من شأنه أن يهدد بإفشال هذه المفاوضات فسوف أستعمل حقي في النقض ضده”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “هذه المفاوضات ستكون صعبة وقد لا تنجح”.وأوضح أنه “مع شركائنا وحلفائنا، انخرطنا في هذه المفاوضات لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى الهدف الذي نتقاسمه جميعا: منع إيران من الحصول على سلاح نووي”.
أوباما الذي وصفه أحد صقور الجمهوريين المحافظين  والمدافعين الشرسين عن اسرائيل في الإعلام غلين باك بأول ديكتاتور أميركي لانه تحدث عن تخطي الكونغرس ، يبدو أنه سيحاول أن يترك إرثا آخر في السياسة الخارجية من خلال عمله على الاتفاق مع إيران وهو من كان فتح الإتصال الأول المباشر هاتفيا بعد ثلاثة وثلاثين عاما مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال وجوده في نيويورك ، كما إستكمله لاحقا بالإعلان عن المفاوضات مع الدول الست الكبرى وما تبعها لاحقا من خطوات بالنسبة لتخفيف العقوبات .

هذه المبادرات الأميركية والتي عارضها الكونغرس بشدة ، قابلها روحاني من الجانب الآخر بالعديد من الخطوات الانفتاحية باتجاه ما كان يعتبر ” الشيطان الأكبر ” بعد أن حصل على تفويض من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي للبحث في الملف النووي الإيراني  على الرغم من معارضة ” الكونغرس الإيراني “أي المؤسسة العسكرية المتمثلة بالحرس الثوري التي لا تزال تتوعد أميركا كما هدد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة العميد حسن سلامي الذي توعد أميركا ” برد ساحق إذا إرتكبت أي عدوان ضد إيران وهو أكد أنه ” لو أراد العدو مواجهة ديننا فإننا سنواجه عالمه كله ونوجه إليه الضربة بحيث ينهار من الداخل ولقد تطورت قدراتنا العسكرية ولقد حددنا النقاط التي من شأنها أن تحدث صدمة في داخل أميركا ” .
هذا الكلام لن يغير من الموعد الجديد الذي حددته الدول الست وإيران لاستكمال المحادثات في الثامن عشر من شهر شباط الجاري ولا من الاتصالات واللقاءات المستمرة والتي كان آخرها بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش مؤتمر ميونيخ ، مما يعني أن القطار لحل الملف النووي الإيراني قد وضع على السكة ولو إقتضى الأمر استخدام فيتو روحاني الأميركي …