قالت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، سيغريد كاخ، للصحافيين بعد الإفادة التي قدمتها لأعضاء مجلس الأمن، ان “كل المعدات والمتطلبات موجودة في سوريا وهناك توقع بالتحرك العاجل السالم والآمن مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الأمنية المتقلبة وغير المستقرة”. وأشارت إلى انها ستعود إلى سوريا “في نهاية الأسبوع وأتطلع إلى الحوار المتواصل مع النظراء والعمل مع فريق البعثة لضمان فعل كل شيء في ما يتعلق بالتحقق والتفتيش واستمرار التدمير”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت سوريا تتعمد إبطاء وتعطيل عملية نقل مواد الأسلحة الكيميائية، قالت كاخ “لا، لا أعتقد ذلك فهناك تعاون وتطبيق وتوقعات كما أن التأخير ليس مستعصياً ولكن هناك سبب ومنطق وسياق”. وأضافت “نحن نعمل في الوقت الراهن مع نظرائنا في كثير من الأمور وأحد الأمثلة على ذلك هو توقيع اتفاق وضع البعثة، وكذلك مذكرة التفاهم الخاصة بالإجلاء الطبي”.
وأعربت عن اعتقادها بإمكانية الوفاء بالموعد النهائي المحدد في حزيران/ يونيو المقبل لإزالة كل تلك المواد من البلاد.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة مشاورات استمع خلالها إلى إفادة من كاخ.
وبعد المشاورات قالت ريموندا ميرموكينا، سفيرة ليثوانيا، التي تترأس المجلس للشهر الجاري، إن كاخ أبلغت المجلس بإزالة كميات محدودة من مواد الأسلحة الكيميائية الشهر الماضي ونقلها من ميناء اللاذقية على متن سفن نروجية ودانماركية. وأضافت ميرموكينا “أحيط الأعضاء علما بالقلق المتزايد إزاء الوتيرة البطيئة لإزالة الأسلحة الكيميائية من الأراضي السورية في ما يتعلق بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بما يؤخر الجهود عن الجدول الزمني المحدد”. وأشارت إلى ان أعضاء المجلس دعوا سوريا “إلى الإسراع بالعمل للوفاء بالتزاماتها لتنقل، بصورة ممنهجة وعاجلة، كل المواد الكيميائية ذات الصلة إلى اللاذقية لإزالتها من الأراضي السورية”.
بالمقابل شنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، هجوما حاداً على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واتهمته بالتلكؤ في ما يتعلق بنقل الأسلحة اللكيميائية لاخراجها من الأراضي السورية.
وقالت السفيرة باور للصحافيين، عقب المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن حول سوريا، إنه يتعين على نظام الأسد اتخاذ خطوات عاجلة للإسراع بتنفيذ برنامج التخلص من ترسانته الكيميائية، محذرة من ان التأخر في نقل هذه المواد إلى الخارج قد يؤدي إلى إمكان استخدامها مرة أخرى من قبل دمشق أو وقوعها في أيدي الجماعات “الإرهابية”. وأضافت “نعلم ان لدى النظام المقدرة على نقل هذه الأسلحة والمواد، لأنهم نقلوها مرات عدة على مدى هذا الصراع”، داعية “حكومة الأسد لوقف هذا التلكؤ وإنشاء خطة للنقل والتمسك بها”. وحثت باور “كل الدول الأعضاء التي لها تأثير على النظام، على إقناعه بضرورة الإسراع بالمضي قدماً في مرحلة النقل”.
وأكدت باور، أن السفن الأميركية في طريقها الآن إلى البحر المتوسط، وقالت إن أي تأخير في تنفيذ برنامج التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية لا ينبغي أن يتم تبريره بتأخر وصول السفن الأميركية، وإنما هو نتيجة تأخر نظام الأسد في نقل ترسانته الكيميائية كما هو مخطط له.
ورداً على سؤال حول الاتفاق الذي تم الإعلان عنه امس بخصوص السماح بخروج المدنيين السوريين المحاصرين من مدينة حمص القديمة، قالت السفيرة الأميركية “لدينا سبب مبني على التاريخ، لأن نشكك جداً بهذا الأمر، وبصراحة نشعر بقلق بالغ إزاء أي شخص يقع في أيدي النظام”. وأضافت “لقد لاحظنا أنه في المعضمية حيث اجريت عملية الإجلاء قبل فترة ليست بالطويلة، قبل أسابيع عدة، ثمة رجالاً تم إجلاؤهم كجزء من عملية رسمية، ولم يسمع عنهم منذ ذلك الحين”.
وفي نهاية الاجتماع حث الأعضاء سوريا على تكثيف جهودها للإسراع بنقل مواد الأسلحة الكيميائية من داخل أراضيها، مشيرين إلى تقييم الأمين العام والبعثة المشتركة المتعلق بامتلاك السلطات السورية المقدرة الكافية للقيام بعمليات نقل برية متعددة لضمان الإزالة العاجلة لتلك المواد.