- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

باريس تستعد لفتح جبهة قتال جديدة في ليبيا

Capture d’écran 2014-02-08 à 17.38.00

قوات أفريقا كوم الأميركية تنشط في الساحل إلى جانب الجزائريين

باريس – بسّام الطيارة (خاص)

هل تفتح فرنسا جبهة قتال ثالثة جديدة في أفريقيا؟ سؤال لم يعد في باب التكهنات بعد أن بات بديهياً أن الحركات الجهادية قد وسعت نطاق نفوذها وباتت نشاطاتها الإرهابية تتطور عبر حدود عدة دول محيطة بالصحراء الكبرى. الجزائر بدأت «حربها» على الجهاديين منذ أن حسمت عملية خطف الرهائن في حقل عين أمناس للغاز. الولايات المتحدة موجودة بقوة في المنطقة فقد كشفت معلومات مسربة حصلت عليها صحيفة «الشروق» الجزائرية عن وجود وكالة الاستخبارات الأميركية وجنود «أفريقا كوم» على الأراضي التونسية.
وبالطبع فإن باريس تتابع عن كثب الحراك الأميركي في المنطقة التي تعتبر من مناطق نفوذها، علماً أن القوات الأميركية قدمت وتقدم دعماً لوجيستياً للقوات الفرنسية المتواجدة في مالي وأفريقيا الوسطى.
وكان وزير الخارجية لوران فابيوس قد ذكر إلى أن باريس تنتظر الاجتماع الوزاري الأوروبي في العاشر من هذا شهر (يوم الاثنين) قبل أن تتخذ قراراً في هذا الشأن. وكان رئيس الأركان الفرنسي الأميرال «إدورا غيو»  قد لمح، خلال خديث له عن «الفوضى وانعدام الأمن في ليبيا»  إلى «أن عملية عسكرية دولية  تبدو حلاً مثالياً» لفرض الأمن والاستقرار في جنوب ليبيا على أبواب الساحل. رغم هذا فإن تعبير «تدخل عسكري» يظل غائب عن الخطاب المسوؤلين الفرنسيين رغم طلبات التدخل الملحة من زعماء أفارقة يتخوفون من انتقال العدوى الجهادية إلى بلادهم، خصوصاً وأن «قوس الجهاد» بات ينطلق من الساحل حيث القاعدة وأخواتها إلى أفريقيا الوسطى مروراً بنيجيريا حيث تزتع منظمة بوكو حرام.
وتتعرض باريس منذ أسابيع لضغوط من أصدقائها الأفارقة للقيام بعمل ما من أجل وضع حد لانفلات الحدود الجنوبية لليبيا، الذي يسهّل تحرك المجموعات الجهادية.
من الطبيعي أن تكون مسألة محاربة الإرهاب الجهادي في الساحل على رأس قائمة المساءل التي سيبحثها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع نظيره باراك حسين أوباما. إذ يرى الغربيون أن «الخطر الجهادي في الساحل هو بمثابة خطر على أبواب أوروبا» حسب وصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفرنسية، يحذر من «تشابه ما يحصل مع ما حصل في مالي».
كما علمت «برس نت» من مصادر متابعة أن لدى بعض دول الاتحاد «حفظات» حول «تدخل مباشر» في ظل مرحلة عدم الاستقرار السياسي الحالية وصعوبة «توجيه طلب تدخل عسكري من قبل السلطات الليبية الحالية». ومن المنتظر أن يناقش الوزراء الأوروبيون
وسيكون الوضع في ليبيا الذي وصفه الوزير فابيوس بـ«الصعب» محل بحث في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في روما بعد غد (الاثنين) المقبل في بروكسل. وينتظر أن يعمد هؤلاء الوزراء إلى تقويم المساهمة التي يقدمها الاتحاد في الموضوع الأمني لليبيا.
وكشفت المصادر «النقاط» التي تتمحور حولها السياسة الفرنسية تجاه ليبيا حالياً والتي من المنتظر أن تطرح على طاولة النقاش يوم الاثنين وهي تعزيز القوى الأمنية الليبية عبر إقامة تعاون أمني بين ليبيا والأوروبيين و«بعض الحلفاء». وتقوم بعية «أوبام» (Eubam) المتواجدة حالياً في ليبيا بتدريب ١٠٠٠ رجل أمن ليبي في مسألة إدارة الحدود وضبطها. وتشدد المصادر على أن هذه البعثة هي «مدنية» وأن مركزها موجود في العاصمة طرابلس وميزانيتها ٣٠ مليون يورو في السنة علماً أن مهمتها تدوم سنتين. ومن المتوقع أن يتدارس الوزراء مسأة «انتشار هذه البعثة» في البلاد ويعمل أركان هذه البعثة على إقامة علاقات مع دول الجوار للتسيق الأمني خصوصا ًمع تونس والجزائر والمغرب، كما هي على تواصل تام مع مجموعات الطوارق في المناطق الحدودية.
ويقول خبير يعمل في منطقة الساحل إن الترابط بين عمل البعثة الأوروبية وقوة أفريقا كوم  المتعاونة مع القوات الجزائرية ينقصه الحلقة الفرنسية لما لدى القوات الفرنسية من خبرة في المنطقة. وتفسر الحساسية التي تسود العلاقات على مستوى عسكري بين القوات الفرنسية والجزائرية تقسيم العمل بحيث تقوم القوات الأميركية بدوريات مشتركة مع الجزائريين طوال الحدود بين الجزائر وتونس بينما من المنتظر أن تعمل القوات الفرنسية والبريطانية مع إمكانية انضمام قوة إيطالياً طوال الحدود الجنوبية والشرقية لليبيا. وتتمركز القوات الأميركية  في بين منطقتي بن قردان ومدنين، وفي منطقة جرجيس، لمراقبة السواحل التونسية المتاخمة للمياه الإقليمية الليبية، وشوهد قوات المارينز مع عتادهم قبالة الحدود الجزائرية البرية في جبال الشعانبي في محافظة القصرين وتدعم أجهزة الرصد بالأقمار الصناعية تحرك كل هذه القوى وملاحقة الجهاديين عبر الأقمار الصناعية.