- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جاكي شمعون تفضح عريّ الساسة في لبنان

1بسّام الطيارة

الآن وبعد أن مرت العاصفة ندافع عن جاكي شمعون.
بالطبع لا نتكلم عن العاصفة الإعلامية، بل عن عاصفة الضحك التي اعترت كل من شاهد وسمع وقرأ ما كتبه منتقدو الرياضية اللبنانية التي تمثل لبنان في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية “سوتشي 2014” ورجمها بكافة النعوت، واعتبار أن تمثيلها للبنان  “خفيف”، كما كتب أحدهم.
تزداد حدة الضحك عندما نرى من أين يأتي الانتقاد من… لبنان. من هذه الدولة التي يتناتش سياسيوها المنافع والمراكز وهم عاجزون عن تأليف حكومة. طبقة حاكمة تدير شؤون العباد وترمي بينهم شقاق الطائفية والمذهبية وتجر وراءها جحافل تدّعي العمل الصحافي فقط لأنها تستطيع أن تجيّش عواطف قلّة تعيش حالة فقر فكري رهيبة.
ماذا فعلت جاكي شمعون حتى تستحق هذا الهجوم المُنظّم من قبل طرفي التطرف في لبنان؟
ما الفارق بين الصحافي الذي يرجم جاكي شمعون وبين «داعش»؟ ألا يسأل نفسه من كتب (كل من كتب) ينتقد «خفة المتزلجة اللبنانية» ما هي أهمية أن تظهر جاكي بثياب خفيفة (لأنها لم تتعرّ بشكل تام) مقارنة بشعب لبناني يأن تحت ثقل السرقات والنهب والتفجيرات والقتل يومياً.
ما هذه الكتابة الصحافية التي تشبه «الاستمناء» عندما يقول أحدهم «بدت شمعون عارية تماماً في لباس داخلي وبدا صدرها ومؤخرتها وهي تقف على الثلج مستندة إلى مزلاجين»؟
كيف تكون عارية وهي في لباس داخلي؟
أم أن المنتقدين أحبّوا أن تكون في الحقيقة عارية؟
يسأل أحد هؤلاء «الكتبة» على أساس أنه يعمل صحافياً هدفه تقويم الإعوجاج: «فهل كان القيمون على بعثة لبنان إلى الألعاب الأولمبية في اللجنة الأولمبية اللبنانية على عِلم بكل ذلك قبل تسمية البعثة؟ وأي شرف سيناله لبنان من هذه المشاركة؟» ويعتبر ذلك «فضيحة»…
هؤلاء الكتبة لا يخطر على بالهم أنهم يعيشون في دولة لم تعد لها من مقومات سوى البحث عن «القمل في رؤوس من يريد أن يعيش حراً».
هؤلاء المدافعون عن الرياضة وسمعة لبنان الرياضية، هل كتبوا مرة واحدة ينتقدون ميزانية الدولة المُخصّصة للرياضيين والرياضة؟ هل انتقد هؤلاء مرةً إدارة الدولة لطاقات وحيوية الشباب اللبناني، أو انتقدوا غياب لبنان عن معظم المسابقات؟ هل انتبه هؤلاء إلى أنه عندما يُمَثَّل لبنان في محفل دولي يكون ذلك على حساب الرياضي ونتيجة مجهوده الشخصي ومن جيبه الخاص؟
جاكي شمعون كانت طبيعية وصريحة لم تكذب لم تختبئ وراء تكذيب أو تبرير لا ينفع. قالت بكل صراحة «التجربة كانت غريبة وإيجابية، خصوصاً واني كنت عارية فيما كان أشخاص كثيرون أعرفهم يشاهدون التصوير». واعترفت أنها «لا تندم» ولم تكذب جاكي لأن «الأمر لم يكن سهلاً».
هل نرى سياسياً واحداً بهذة الصراحة وهذه الجرأة. العري الذي يعيشه السياسيون والذي تقبع فيه السياسة في لبنان هو من يستحق النقد والتهجّم عليه.

ولكن…
إعلامياً، يُعتبر نشر صورة فيها «بعض التعري الخفيف» مجلبة لقراءٍ ومتصفحين. من انتقد شمعون أراد أن يضع صورة متعرية ولكن أن يختبئ وراء حجة «صون شرف لبنان ورياضته».
من كتب ينتقدها هو الذي «يتلصلص» على النساء في مسابح بيروت وشواطيء لبنان. هو ينتقد نزول النساء الى المسابح، ولكنه يسمح لنفسه باشباع نظره من رؤيتهن بثياب السباحة، ويترك أنظاره تلاحق النساء في الشوارع ويعيش على أمل السفر إلى أوروبا أو …أوكرانيا لإشباع نظره ونواقصه.