- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مدرسة باكستانية: ضرب وتقييد وصعق بالكهرباء

لم يجد أحمد بداً من ارسال ابنه الى تلك المدرسة النائية في كراتشي (كبرى المدن الباكستانية)، رغم كل ما سمعه عن المعاملة التي يتلقاها التلاميذ داخلها. فابنه “ملبوس” بروح شريرة ولا بد من اخراجها من جسمه الصغير والضعيف الذي لم يتخط السنوات التسع. سيتدبر أمر الـ3 آلاف روبية (نحو 35 دولاراً) في الشهر ليخلص ابنه من الجن والشيطان عن طريق.. التقييد بالأغلال والضرب وحتى الصعق بالكهرباء.
لكن الشرطة الباكستانية سبقته وهاجمت تلك المدرسة الإسلامية في منطقة سوهراب غوث في كراتشي، إثر بلاغ، أفاد أن تلاميذها يتعرّضون لمختلف أنواع الاعتداء والاستغلال. واتضح خلال عملية الاقتحام أن ما يقارب 50 تلميذاً معتقلون في سجن تحت أرض المدرسة.
وعرض الإعلام البريطاني فيلماً عن عملية اقتحام المدرسة أظهر لحظة تحرير التلاميذ الذين قال معظمهم إن آباءهم أرسلوهم إلى هذا المكان، بغرض تخليصهم من الجن والشياطين والأرواح الشريرة، التي تسكنهم أو من إدمان المخدرات.
وركز التحقيق على تلميذ قال إنه تعرّض للضرب ما لا يقلّ عن 200 مرة، وإن «المدرّسين» كانوا يخوّفونه ورفاقه بإرسالهم إلى معسكرات الجهاد في حال حاولوا الفرار. وحكى حسن (14 عاماً) أن والده أتى به إلى هذا المكان قبل ثلاثة أشهر لعلاجه من نوبات عصبية تدفع به إلى تصرفات عنيفة.
وقال إن أباه كان قد ذهب به قبل ذلك إلى عدد من رجال الدين، الذين أجمعوا على أنه ضحية للسحر الأسود والجن الكافر، “لكن حالتي لم تتحسن، رغم أنهم يكبلونني بسلاسل الحديد ويضربونني بانتظام”.
ورغم أن السياسة التعليمية الرسمية في باكستان تعجّ بالقوانين واللوائح، فهي تتسم بتراخٍ كبير عندما يتعلق الأمر بحلقات التعليم المتفرعة من المساجد والتي تُعتبر المدارس الوحيدة الواقعة في متناول الأسر المطحونة. ويقول المطلعون على الأمور إن عدد هذا النوع من المدارس يبلغ نحو 15 ألفاً، ويؤمّها ما لا يقلّ عن مليوني طفل.
والاعتقاد السائد عن هذه المدارس هو أنها ذات صلات وثيقة بجماعات أصولية، مثل «طالبان»، وتعدّ الصبية بغرض إرسالهم في وقت ما إلى معسكرات التدريب على القتال في مناطق باكستان القبلية.
وإثر الحادثة، أمر وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، بفتح تحقيق في أمر المعتقل تحت الأرض، الذي عثر عليه في تلك المدرسة، إذ أن الأمراتخذ بعداً مقلقاً، بعدما أفاد قائد عناصر الشرطة، التي حررت التلاميذ، إن بعضهم تعرّض للصعق بالكهرباء.
وقال أكرم نعيم: «كانوا يحتفظون بهم، وكأنهم قطيع من الدواب في حظيرة». وقد اعتقلت الشرطة اثنين من المدرسين، وأنزلت سائر المحررين تحت حمايتها، بمن فيهم شخصان في بداية العشرينات من العمر، واثنان آخران في السابعة فقط.
وتوضح تقارير الأمم المتحدة أن الدولة الباكستانية تفتقر أي برنامج يعنى بشؤون ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة أو المتخلفين عقلياً أو المدمنين على تعاطي المخدرات. وفي هذه الحالات تصبح الأسرة هي المسؤولة، وبدون مساعدة، عن تنشئة أبنائها، الذين يعانون إحدى هذه الحالات. فتلجأ إلى تكبيلهم بالأغلال، وضربهم، بغرض طرد الجنّ والأرواح الشريرة من أجسادهم، أو ترسلهم إلى ذلك النوع من المدارس إذا تيسّر لها هذا.