- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“هم الكلاب” يروي تحولات المغرب

MarocAباريس – أوراس زيباوي

يعرض حاليا في قاعات السينما في باريس فيلم مغربي بعنوان “هم الكلاب”. الفيلم حاز على جوائز عديدة منها في مهرجان دبي وفي مهرجان قرطبة، وهو من إخراج المغربي هشام العسري وبطولة الممثل حسن بايديدة الذي نال جائزة أحسن ممثل مرات عديدة لأدائه المميز. أما منتج الفيلم فهو المخرج المغربي المعروف نبيل عيوش الذي أشرف أيضا على عملية المونتاج.Maroc2

يبدأ الفيلم بمشهد يصور حركة احتجاج شبابية في مدينة الدار البيضاء تطالب بتغيير الدستور وبحرية التعبير وغيرها من الإصلاحات السياسية على خلفية التحولات التي يعرفها العالم العربي منذ انطلاقة ما يسمى بالربيع العربي. خلال هذه التظاهرة نشاهد أعضاء فريق تلفزيوني جاء خصيصا لتغطية هذه الاحتجاجات ونستمع الى خلافاتهم وتعليقاتهم بسبب المشاكل التقنية وامتزاجها بقضاياهم الشخصية خلال تأديتهم العمل.

أثناء هذه التغطية الإعلامية يلتقي أعضاء الفريق التلفزيوني برجل مسن يقوم بتصرفات غريبة تلفت أنظارهم فيقررون التركيز عليه ومتابعة تحركاته لمعرفة المزيد عنه. هكذا يتحول الفيلم الى مطاردة يعيشها المتفرج مع الطاقم التلفزيوني ليكتشف أثناءها أن هذا الرجل المعتوه خرج من السجن مؤخرا حيث أمضى ثلاثين عاما وكان من المعتقلين الذين راحوا ضحية ما يعرف بانتفاضة الخبز التي حدثت في المغرب عام 1981. يخرج من السجن ولا يعرف اسمه ويجد نفسه اليوم في قلب الثورات العربية التي أطاحت بحكام مصر وتونس وليبيا. إنه الشخصية الأساسية المهيمنة على هذا الفيلم الذي يجمع بين الروائي والتوثيقي وهو بالفعل، كما عبر مخرجه، فيلم “مستفز وغير تقليدي”.MAroc 3

تلاحق الكاميرا البطل بعد أن تحرر من المعتقل في بحثه عن ذكرياته الضائعة وعائلته التي انقطع عنها ثلاثين عاما. وكانت عائلته تعتقد بعد اختفائه أنه توفي فأصدرت له شهادة وفاة وصنعت له قبرا يزوره اليوم بعد خروجه من السجن.C+EST+EUX+LES+CHIENS+PHOTO1

إنها قصة الميت الذي يعود الى الحياة فنتعرف معه على أجواء مدينة الدار البيضاء بتناقضاتها وصراعاتها الاجتماعية والسياسية. تتابع الكاميرا البطل في تنقلاته فيلتقي بزوجته وابنه الذي يسأله عن سبب عودته بعد طول غياب ويلومه لأنه تركه وهو طفل صغير… هكذا يخرج البطل من المعتقل ليجد نفسه غريبا ومتسكعا في مدينته شاهدا على التحولات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة. إنه فيلم عن الذاكرة والخسارة، خسارة النفس والأسرة والوطن، في مجتمع يعيش تحولات كبيرة.