- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: حكومة لـ ٩٩ يوماً فقط لا غير

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة
ما زال اللبنانيون المنغمسون في السياسة يعتقدون بأنهم «شطار»، وأن ذكاءهم متميز لا يضاهيه ذكاء في العالم. أما المواطن «العادي» البعيد عن السياسة بمفهومها اللبناني ويشكل أكثرية في بلاد الأرز، فهو ينظر بشفقة الى هؤلاء اللاهثين وراء المنافع الخاصة، ويبصر شعاراتهم الفارغة. المواطن اللبناني يعرف أنهم منافقون، ولكنه سجين نظام يجعل من كل مواطن «أسير ملته» ومكبلاً بالخدمات التي ربطها النظام بالانتماء لطائفة أو مذهب معين.
ماذا يرى المواطن اللبناني في مسرحية الحكومة الجديدة؟ ولماذا يضحك المواطنون كثيراً بـ…صمت؟
بعض من «التابلوهات المضحكة المبكية»:
– لهث رئيس الوزراء الجديد ٤ عقود قابعآً في «قصر سلام» على تلة المصيطبة، منتظراً أن يقود الوضع السياسي للبحث عن شخصية سنية لدخول نادي رؤساء الوزارة اللبناني. حصل ذلك أخيراً: شكراً صائب بك سلام.
– هذه الحكومة لن تعيش إلى ما بعد ٢٥ أيار/مايو وهو تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، أي أن عمرها المكتوب دستورياً هو ٩٩ يوماً فقط لاغير.
– هوّل حزب الله ورفع سقف مطالبه السياسية وأطّرها بشكل قاس طوال عشرة أشهر. ساعده في التهويل خصومه السياسيون الذين لوّحوا بمطالبه وكأنها وشاح أحمر في وجه ثور ١٤ آذار، وجاءت النتيجة بأن قوى ١٤ آذار حصلت على حصة الأسد في الحكومة العتيدة .
– هوّل فريق المستقبل وحلفاؤه بأنهم لن يجلسوا إلى طاولة مجلس الوزراء إلى جانب حزب الله ما لم يخرج من سوريا، وساعد  هذه الفريق في هذا التهويل خصومه السياسيون في ٨ آذار وحلفاؤهم الإقليميون يلوحون بخطايا حزب الله وحلفائه الإقليميين …أيضاً. وها هم يجلسون ويتحدثون ويقومون بأشياء أخرى…
مع كل هذا وكأن شيئاً لم يكن ومن أجل ٩٩ يوماً على كراسي الحكم، جلس هؤلاء المتخاصمون على طاولة غداء (وعشاء) الوطن يتباحثون في الهدف الجديد: تقاسم مغانم انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.
لا بد أن اقتسام الغنيمة يتطلب ٩٩ يوماً على الأقل، وإلا لما شُكّلت الحكومة بسحر ساحر خلال ٢٤ ساعة. فقط هؤلاء المنغمسون في دهاليز السياسة الضيقة ومن يصدّقهم يريدون أن يقنعونا بأن تأليف حكومة تعيش ٩٩ يوماً تطلب أكثر من ٣٠٠ يوماً… على اعتبار أن تذليل العقبات يتطلب عمل شاق.
بانتظار افتتاح المسرحية الجديدة بعد ٩٩ يوماً، يستطيع المواطن اللبناني أن يستريح قليلاً، إذ يبدو أن موجة القنابل ستتوقف لأنها كانت جزءاً من تحضيرات تأليف الحكومة وكذلك موجة توقيف الانتحاريين ستتوقف. حتى حدة المناوشات السياسية ستتراجع. فتقاسم الغنائم يتطلب صمتاً وهدوءًا. فلا ضحك رجاءً… انتظروا المسرحية الجديدة.
إلى اللقاء بعد ٩٩ يوماً