تسلم العراق، الجمعة، آخر قاعدة من القوات الاميركية في مدينة الناصرية جنوب البلاد. وبحسب ما افاد مراسل وكالة “فرانس برس” فان ممثل رئيس الوزراء العراقي في تسلم القواعد العسكرية حسين الاسدي، وقع مع الممثل عن الجيش الاميركي الكولونيل ريتشارد كايزر، على اوراق تسليم قاعدة الامام علي الجوية في الناصرية (305 كلم جنوب بغداد).
وقال الاسدي عقب التوقيع داخل القاعة الضخمة التي تزينها الاعلام العراقية والاميركية “نعلن وبكل فخر للشعب العراقي استلام آخر قاعدة للجيش الاميركي”. واضاف “اليوم نطوي الصفحة الاخيرة للاحتلال”.
وتقع القاعدة العسكرية في جنوب غرب الناصرية.
ويشير مسؤولون عسكريون اميركيون الى ان نحو 15 الف جندي كانوا يتواجدون في هذه القاعدة عام 2007 وانها تعرضت الى اربع هجمات خلال الاشهر الستة الاخيرة من دون ان يؤدي ذلك الى وقوع ضحايا.
ويشكل تسليم القاعدة القريبة من مدينة اور، مسقط رأس النبي ابراهيم على ما ورد في الانجيل، خطوة اساسية نحو تحقيق الانسحاب الكامل من البلاد، وهي عملية يفترض ان تكتمل قبل نهاية العام الحالي.
وسلمت القوات الاميركية الى نظيرتها العراقية 505 قواعد عسكرية، وهو العدد الكامل للقواعد التي سبق ان تواجد فيها الاميركيون.
وتقول القوات الاميركية ان هناك نحو اربعة آلاف جندي لا يزالون في البلاد حاليا.
وياتي تسليم قاعدة الامام علي التي كان يشغلها الاميركيون منذ عام 2003، بعد يوم من احتفال القوات الاميركية في بغداد باسدال الستار على تسعة اعوام من حرب دامية لم تتوقف فصولها منذ اجتياح البلاد لاسقاط نظام صدام حسين.
وشكل هذا الاحتفال الرمزي الفصل الاخير في قصة دامية بدأت باقتناع الولايات المتحدة بان اسقاطها لنظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين.
الا ان الوضع اتخذ منحى مختلفا عندما قتل عشرات آلاف العراقيين بعدما عبدت القوات الاميركية الطريق امام تمرد مسلح اثر حل الجيش خصوصا، وفشلت في منع حرب اهلية دامية بين السنة والشيعة.
ويغادر الجنود الاميركيون العراق بحلول نهاية العام تاركين قوات تبدو جاهزة للتعامل مع التهديدات الداخلية، الا انها عاجزة عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون واميركيون.
ورغم انخفاض معدلات اعمال العنف بشكل كبير في السنوات الاخيرة، الا ان العراق لا يزال يشهد اعمال عنف شبه يومية.
وهناك مخاوف اضافية من ان العراق يمكن ان يتاثر بقوى اقليمية مثل ايران، عدوة واشنطن.
كما يخشى عدد من المراقبين الاميركيين من عودة اعمال العنف الطائفية، ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق التي باتت تقوم على المحاصصة الطائفية، في وقت يستشري الفساد في معظم الادارات الرسمية.