بدري ونوس – اسطنبول (خاص برس نت)
المشهد: حلبة ملاكمة في اسطنبول. المكان: اجتماع بين هيئة الاركان العسكرية. وقيادة الائتلاف السوري. التفاصيل: لم يتمكن الائتلافيون من كبح جماح ضباط الهيئة العسكرية أو ضبط اعصابهم وهم يتهيأون لطردهم من قيادة الجيش الحر ، واحلال عبدالاله البشير النعيمي محل سليم ادريس في قيادة المجلس العسكري. وحين لا تكفي الكلمات، تتكفل اللكمات باقناع المتشبثين بارائهم ومواقعهم. وهكذا بدأت حفلة الملاكمة وانتهت بانصراف المجلس العسكري، واقالة سليم ادريس مع جائزة ترضية عبارة عن «وظيفة» ترضية بتعينه مستشاراً عسكرياً لدى الجربا .
لا احد يعرف بالضبط ، من لكم من في مجرى نقلاب الائتلاف على قيادة سليم ادريس. لكن فرج الفرج ، عضو هيئة الاركان، اقر بضربه محمد العبود ، قائد المنطقة الشرقية ، لماذا ؟ تاديبا له لانه “تهاون في الحفاظ على المنطقة الشرقية التي سقطت بيد داعش ” . وتبرع كثيرون بنفي ان يكون احمد الجربا ، رئيس الائتلاف قد تعرض لاي لكمة .وكان بيان اولي من الجيش الحر – القيادة المشتركة ، قد اعلن انه اصيب بثلاث ل«كمات صديقة” (friendly boxing) في الاجتماع .
والملاكمة في الاجتماعات ، وضرب من يخالفهم الرأي، رياضة الائتلافيين المفضلة حسب قول مصدر تركي مراقب لنشاط المعارضة السورية في البلاد . فليست هي المرة الاولى التي تتورم فيها عيون الجربا ، صافعا او مصفوعا . فقبل ٣ اشهر ، صفع الجربا لؤي المقداد الناطق باسم الحر في اجتماع لنفس الغرض مع قادة الحراك الثوري، وتدخل الائتلافيون ، لتخليض المقداد من صفعات اخرى . ونجحت وساطات الائتلافيين بتجنيب الجربا ، شكوى المقداد لدى الشرطة التركية.
مؤتمر اخر، وملاكمة اخرى. في القاهرة وفي حزيران من ٢٠١٢، تحول مؤتمر يهدف الى وضع ميثاق العهد الوطني بين تيارات المعارضة المختلفة، الى ساحة ملاكمة جماعية . تحكمت المنصة ، بسبب خلاف على رئاسة الجلسة ، وتطايرت الاحذية والشتائم في القاعة.
وكانت المعارضة السورية ، قد افتتحت طقوس الضرب والملاكمة ، عندما اعتدى مؤمن كويفاتية، الاخواني، على عبد العزيز الخير وهيثم مناع ، في آب من ٢٠١١، لثنيهما عن طلب مراقبين عرب من الجامعة العربية. ومن المدهش، ان يعود الائتلافيون، الى طبع صور عبد العزيز الخير باعتباره “بطلهم” على قمصانهم ،واستعراضها في جلسة جينيف الاولى، بعد ان كان متهما “بالخيانة” والتفريط بالقضية باسم المجلس الوطني انذاك .
ويحسب المعارضون من الان فصاعدا ، الف حساب لرئيسهم احمد الجربا، فخلف الوجه الهادىء للشمري، يختفي ابن البادية الهائج والسريع الغضب. وفي الاجتماعات المقبلة، سيكون على المدعوين اليها ، من ائتلافيين وغيرهم ، التحسب من لكمات فرج الفرج، وصفعات الجربا، وركلات لؤي المقداد، والغاضبين من الائتلافيين، او الموافقة مسبقاً، على اقتراحات الجربا .