- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الى اللقاء … قطر

Najat 2013_2نجاة شرف الدين
من دون مقدمات وبشكل لافت ومفاجىء جاءت الخطوة التي قامت بها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين عبر سحب سفرائهم من الدوحة ، إحتجاجا على ما وصفوه في بيان لهم ، عدم محافظة قطر على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي بناء على الاتفاقية الأمنية الموقعة بينهم وعدم التزامها بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد مذكرين في البيان ، بتوقيع دولة قطر من خلال أميرها  الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على الاتفاق المبرم على إثر الاجتماع الذي عقد في الرياض بتاريخ 23 نوفمبر 2013 بحضور الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والذي وقعه وأيده جميع قادة دول المجلس .
هذه الخطوة التي حاولت قطر التخفيف من تداعياتها السلبية عليها ، عبر محاولة إستيعابها وعدم الرد عليها بالمثل من خلال سحب سفرائها من الدول الثلاث ، إلا أنها تركت مهمة الرد فقط عبر الإعلام كما جاء في صحيفة “الراية” القطرية  التي قالت إن قطر أثبتت بدبلوماسيتها الناجحة أنها قادرة على امتصاص التهوّر والصبيانيّة التي انطوى عليها قرار السعودية والإمارات والبحرين بسحب السفراء من الدوحة، فلم تندفع لمستنقع التراشق بالاتهامات دون أدلة، بل فندت في ردّها المقتضب جذور الأزمة البعيدة كل البعد عن الشأن الخليجي والمرتبطة بشكل وثيق بالملف المصري.
وبغض النظر عن التحاليل والكتابات التي رافقت وأعقبت الأزمة بين قطر والدول الخليجية الثلاث ، حول أسباب هذه الخطوة أكانت تتعلق بالعمل على تهديد الاستقرار السياسي والأمني لدول الخليج، عبر تقديم الدعم المالي واللوجستي لجماعة الحوثيين في اليمن على مشارف الحدود السعودية وتهدد أمن اليمن بسلاحها غير الشرعي، أم عبر استقطاب ودعم الرموز الإخوانية في السعودية، والتي صنفتها المملكة بحسب الأمر الملكي الأخير جماعة إرهابية استجابة لحظرها في مصر، أم عبر إتهامها  بتقديم العون لأشخاص  هددوا وحدة السعودية والإمارات، أم من خلال إتهامها بتهديد أمن المنطقة ككل، من خلال التقارير التي تحدثت عن دعمها لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، ونشاطات الإخوان ضد الدولة المصرية ،أم حتى بسبب زيارة وزير خارجيتها لإيران ومحاولة إستعادة دور ما عبر قنوات إيرانية قطرية في سوريا ،  فإن كلفة عزلة دولة قطر ستكون غالية جدا بالنسبة للدوحة التي سارعت الى إحتواء الموقف وأرسلت وزير التنمية الإدارية القطري د.عيسى سعد الجفالي النعيمي الى سلطنة عمان في زيارة رسمية من أجل تطويق ذيول القرار ألذي يمكن ان تكون له إنعكاسات ، في حال عزل دول الخليج لقطر ، لن تقتصر على السياسي منها لتتجاوزه الى الاقتصادي ما يهدد حتى باستضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022، إذ إن الخطة التي أعدتها الدوحة تتضمن في ملفها خطة للنقل والمواصلات مرتبطة بالأراضى البحرينية والسعودية كمكون رئيسى لتوسيع البنية التحتية لشبكة المواصلات. وأشارت إلى أن الجسر المقترح مع البحرين الذى يسمى «جسر الصداقة»، تأخر بناؤه بسبب التوترات السياسية بين البلدين، ما قد يعطل إمكانية إنجازه قبل عام 2022. إضافة الى  أن السعودية يمكنها إغلاق الطريق البري الوحيد مع قطر وهو يستخدم لنقل السلع الأساسية إليها.

بعدما لعبت قطر أدوارا إقليمية عديدة وحتى دولية أكبر من حجمها  ، يبدو أنها اليوم ومع تراجع دور الإخوان المسلمين في المنطقة وخاصة في مصر فإنها تعود لتخسرها تباعا وهي في دورها الأخير بالأمس عبر الإفراج عن الراهبات في معلولا تحاول العودة عبر البوابة اللبنانية التي أيضا كانت خسرتها مع بداية الأحداث في سوريا كما مع نهاية إتفاق الدوحة الذي تكرس بالحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام . ربما تنجح قطر في لعب أدوار صغيرة وربما تحاول أن تفتح قنوات كويتية وعمانية من أجل تحجيم الخطوة ، وربما أيضا تعتمد على الدعم الأميركي لها،  إلا أنها تدرك أن عزلتها الخليجية ستكون مكلفة وهي ستعمل ما بوسعها من أجل رأب الصدع ولو   بعد حين ..