قتل طالب سوداني خلال فض الشرطة تظاهرة طلابية في جامعة الخرطوم، احتجاجاً على أعمال العنف في منطقة دارفور.
وقالت الشرطة السودانية في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني الثلثاء إن طالباً سودانياً توفي بعد إطلاق الشرطة غازاً مسيلاً للدموع على محتجين في جامعة الخرطوم في احتجاج متصل بالاضطرابات التي تشهدها منطقة دارفور. وأضافت أنها ستحقق في ملابسات الحادث، لكنها لم تعط مزيدا من التفاصيل بشأن الوفاة.
وأوضحت أن الجامعة “شهدت ظهر اليوم أحداث شغب محدودة قام بها بعض من طلاب روابط أبناء دارفور في جامعة الخرطوم وحاولت هذه المجموعة الخروج الى الشارع العام فتصدت لهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع فقط”.
وتابع: “بعد عودتهم (الطلاب) لداخل حرم الجامعة ظلت الشرطة ترابط بعيدا عن الموقع ثم علمت بعد ذلك بإصابة طالبين داخل حرم الجامعة وتم إسعافهما للمستشفي حيث توفي أحدهم لاحقا”.
وقال شهود إن نحو 300 طالب يشكّلون ما يشبه ائتلافاً يمثل طلاب إقليم دارفور، تظاهروا في جامعة الخرطوم، وعندما حاولوا الخروج من الحرم الجامعي باتجاه مبنى بعثة الأمم المتحدة في العاصمة للتنديد بأحداث العنف في دارفور، منعتهم قوات الشرطة وقامت بفض المسيرة باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وأضاف الشهود أن الطلاب اشتبكوا مع الشرطة وألقوا الحجارة عليها، فردت عليهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل طالب بالرصاص وإصابة 4 آخرين بالاختناق.
ونشرت صفحات سودانية على مواقع التواصل الاجتماعية صوراً الطالب القتيل ويدعى علي أبكر موسى وهو طالب في السنة الثالثة، وقالت إنه أصيب بالرصاص في منطقة الصدر.
بدوره، اتهم طلاب حزب المؤتمر الوطني، الحاكم، في جامعة الخرطوم، “منتسبي الحركات المسلحة (في إشارة إلى طلاب إقليم دارفور) بقتل الطالب”.
وتجمّع مئات الطلاب في مستشفى الخرطو الذي توفي فيه الطالب فور وصوله، ونظموا وقفة احتجاجية اتهموا فيها الشرطة بقتله.
وردد الطلاب هتافات ضد نظام الرئيس عمر البشير والشرطة السودانية منها: “مقتل طالب مقتل أمة”.
ومنذ عام 2003، تقاتل ثلاث حركات متمردة في دارفور الحكومة السودانية، وهي: “العدل والمساواة”، بزعامة جبريل ابراهيم، و”جيش تحرير السودان” بزعامة مني مناوي، و”تحرير السودان”، التي يقودها عبد الواحد نور.
وتجددت الاشتباكات بين متمردي دارفور، والجيش السوداني الأسبوع الماضي، وذلك بعد أيام من انهيار المفاوضات بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال (المتحالفة مع متمردين بدارفور) والتي تحارب الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق (الحدوديتان مع دولة جنوب السودان).
وشكلت الحركات المتمردة في دارفور مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحارب الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق تحالف الجبهة الثورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، نص بيان تأسيسه على إسقاط النظام بالقوة.
ووفقًا لتقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2008 (لم يصدر تقرير أحدث منه)، فإن نزاع دارفور تسبب في نزوح نحو 2.5 مليون شخص، ومقتل نحو 300 ألف شخص، بينما تردد الحكومة السودانية أن عدد القتلى لا يتخطى العشرة آلاف.
ورفضت الحركات المتمردة في المنطقة الانضمام لوثيقة سلام برعاية قطرية في تموز (يوليو) 2011، بينما وقَّعت عليها حركة “التحرير والعدالة”، لكنها تعتبر الحركة الأقل نفوذًا في الإقليم، حيث تشكلت من مجموعات انشقت عن الحركات الرئيسية.