نقطة على السطر
بسّام الطيارة
كشفت الطائرة الماليزية التي اختفت قبل اسبوع معطيات لم يكن يدركها إلا قلة من الخبراء.
«إن الرأسماليين جاهزون لبيعنا الحبل الذي سوف نشنقهم به !» هكذا قال لينين في وصفه لجشع الأمبريالية حربة الرأسمالية الجشعة حسب قوله.
عندما تلفّظ لينين بهذه الكلمت لم تكون العلوم الرقمية قد وصلت إلى ما هي عليه اليوم. لو كانت متطورة آنذاك لكشف لينين بحذاقته أن «الرأسمالية ستبيعه حبلاً محشواً بشرائح رقمية تمنع شنق أي كان… من الرأسماليين».
في خضم الأعلام عن الوسائل التي خصصت للبحث عن الطائرة الماليزية تبين أن «صناع الطائرة» يضعون في أحشائها شرائح رقمية تمكن من متابعتها ومراقبتها أينما كانت في الأجواء وعلى الأرض. هذه الشرائح هي من ثلاثة أنواع: نوع يمكن الرادارات المدنية من متابعة الطائرة وما إذا كانت تتبع خارطة الطيران المسموح لها. ونوع يسمح للرادارات العسكرية بمتابعة «كل جسم طائر». يمكن فصل المتابعة المدنية بكبسة زر «أون – أوف»، يمكن فصل وقطع المتابعة العسكرية بصعوبة إذ يتطلب ذلك تقنيات ومعرفة بهندسة الطائرة أو عبر الطيران على ارتفاع منخفض، وإذا تم ترك موجات الإلكترمغناطيسية المرتفعة للطيران المدنية..
أما النوع الثالث فهو نتيجة تركيب شرائح يمكن فقط «الجهة التي شفرتها أن تتابعها عبر الأقمار الاصطناعية»، إلا إذا استطاعت جهة أخرى «فك الشيفرة» وكانت تمتلك أقماراً صناعية… كل ذلك يحصر عدد «القادرين على متابعة الطيران بسرية تامة» بأقل من عدد أصابع اليد.
عدد من الدول التي خاضت حروباً بطائرات اشترتها معتقدة بأنها تؤمن لها قوة جوية أصيبت بصدمة عندما كانت «تقصف فلا تصيب» بينما كانت طائراتها المقاتلة مكشوفة وتتهاوى مثل العصافير».
الأمثلة كثيرة: حرب المالوين بين الأرجنتين وبريطانيا: مررت فرنسا شيفرة طائرات الميراج (وغواصة) لحليفتها الإنكليزية فسقط للأرجنتين ٦٦ طائرة. حرب ١٩٨٢ في لبنان تساقطت الطائرات السورية واحدة تلو الأخرى ولم تسقط طائرة واحدة إسرائيلية. حرب العراق طائرة أميركية واحدة لم تسقط. حرب صربيا أسقطت طائرة واحدة بالخطأ إلخ…
العبرة من ذلك: من دون صناعة وطنية وامتلاك لكافة أسرار الأسلحة المصنعة وطنياً لا مجال لأي «زبون سلاح» في أن يربح أي حرب. هذا ما أدركه شارل ديغول عندما صمم أن تكون لفرنسا صناعات حربية وطنية… وانطلقت اسرائيل في هذا المسار منذ إمساكها بالأرض الفلسطينية، وهكذا فعل ماو في الصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية واليوم البرازيل.
كل الأسلحة التي تشتريها الدول العربية لا تنفع إلا للاستعمال ضد بعضها البعض أو ضد مواطنيها… ولكنها بالمقابل تدر المليارات كعمولات وكومسيونات. هذا ما لم يفهمه لينين وإلا لنصح بشراء حبال لشنق المسؤولين الوطنيين قبل الرأسماليين.