الحدود السورية التركية – بدري ونوس (خاص)
النفط السوري مناصفة بين تركيا ، وداعش والنصرة وعشائر دير الزور . الصفقة التي تدار من معبر تل ابيض ، حولت نصف النفط السوري الذي كانت تنتجه حقول دير الزور ، الى غنيمة حرب ، واذا كان مفهوما ان تقوم جبهة النصرة ، وعشائر المنطقة ، وداعش ، بالاستيلاء على الابار السورية لتمويل حربها ، فليس مفهوما ان تقوم دولة كتركيا بالتصرف ازاء عملية النهب هذه ، كعصابة سرقة . لا توجد احصاءات دقيقة لكميات النفط التي يجري نهبها وتسليمها عبر معبر تل ابيض ، ولكن نصف الانتاج السوري البالغ ٣٦٠ الف برميل يوميا ، قبل الازمة، كان يستخرج من دير الزور . يشرف الاتراك على عمليات ادخال النفط السوري المنهوب ، عند معبر تل ابيض ، حيث تتجمع عشرات الصهاريج القادمة عبر الرقة . ورغم ان داعش لم تعد تسيطر بشكل مباشر على حقول التيم والعمر الاساسيين بعد اشتباكات في المنطقة مع جبهة النصرة ، الا ان تسويق النفط في تركيا ، اضحى مستحيلا من دون موافقة داعش ، التي تحكم قبضتها على شبكة الطرق الحيوية من دير الزور ، الى معابر تل ابيض وباب الهوى . وباستثناء الغارات التي يشنها الطيران السوري ، على بعض القوافل ، والمصافي المتنقلة التي اشترتها العشائر والنصرة في دير الزور ، يكاد يهيمن اتفاق غير معلن بين المتقاتلين على نهب النفط السوري . ولم تمنع حروب الجهاديين ، اتفاقهم على تحييد قوافل الصهاريج من الاقتتال ، ولا تزال براميل النفط تصل الى المعبر التركي ، دون مخاطر كبيرة .
وفي حين يبلغ سعر النفط الخام في السوق الدولية اكثر من ١٠٥ دولارات ، في الحد المتوسط ، يشتري الاتراك الخام السوري ، عند بوابات تل ابيض ، بسعر وسطي ، يناهز العشرة دولارات ، وهو ما يحقق وفرا كبيرا ، خصوص ، ان عمليات التكرير ، تتم على الجانب التركي ، وفي محطات قريبة من السوق التركية ، التي يباع فيها الليتر الواحد بما يقارب الدولارين . وكان الاتراك قد شاركوا في عمليات نهب وتهريب النفط العراقي خلال عقدين من الازمة العراقية . وكانت مئات الصهاريج المحمولة نفطا عراقيا منهوبا من ابار الشمال ، تعبر يوميا بوابة ابراهيم الخليل ، نحو المصافي التركية . ويقول اختصاصيون ، ان الشركات النفطية التركية ، تفرض على حكومة اردوغان ، التعاطي بواقعية ومرونة مع عمليات النهب . ويبدو التحالف بين الشركات النفطية التركية وداعش والنصرة ، تحالفا مربحا للجميع : فهي تحصل على برميل النفط السوري ، بسعر يقارب العشرة في المئة من سعره في السوق العالمية ، بينما تمول داعش والنصرة و امراء الجهاد ، حروبهم في سوريا بنفط دير الزور ، الذي لا ينضب .