نقطة على السطر
بسّام الطيارة
مسكين جون كيري. وعد الرئيس ووعد الشعب الأميركي ووعد نفسه بأن ينهي المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في تسعة أشهر أي في نهاية شهر نيسان/أبريل. يعلم الجميع أن المفاوضات بين الجانبين لم تحرز أي تقدماً… لا بل على العكس تراجعت المواقف خطوات إلى الوراء.
مسكين جون كيري. يبدو أنه يجهل أو يتجاهل قدرة الإسرائيلين على المناورة. إذ ما أن بدأ العد لمرحلة التسعة أشهر حتى أخرج الإسرائيليون مطلباً جديداً لا يمكن القبول به وهو «الاعتراف بأن إسرائيل دولة يهودية» أي التخلي عن فلسطينيي ٤٨ وفتح أبواب تسفيرهم تمهيداً لتطهير عرقي لفلسطين. وهو بالطبع ما لا يمكن لأي مسؤول فلسطيني أو عربي القبول به أيا كانت درجة تفهمه لمطلب «السلم» ومحاباته لأميركا وأياً كانت «علاقاته الخاصة» مع تسيبي ليفني.
مسكين جون كيري. ألم ينتبه من البداية أن الإسرائيليين نصبوا أفخاخاً عديدة في مسار الأشهر التسعة؟ الإفراج عن ١٠٤ أسير فلسطيني كان ثمناً لمعاودة التفاوض لـ«الانتهاء بفترة ٩ أشهر وعدم تقديم عضوية فلسطين لأي منظمة دولية خلال فترة المفاوضات». وقد ربطت تل أبيب مسألة الإفراج على ٤ دفعات، كضمانة لبقاء الفلسطينيين على طاولة التفاوض لمدة ٩ أشهر.
اليوم يريد الإسرائيليون ضمانة تمديد المفاوضات «التي لم تصل إلى أي نتيجة» ويربطون إفراج الدفعة الأخيرة بتعهد من محمود عباس بذلك. وهذا ما يمكن أن «ينقذ ماء وجه كيري» بانتظار فرج لن يأتي.
مسكين جون كيري… عفواً … مسكين محمود عباس. صعد على شجرة وقف الاستيطان ونزل منها على سلم جون كيري… من دون أي مقابل: خلال ٨ أشهر أطلقت ورشات بناء عشرة آلاف وحدة سكنية.
مسكين محمود عباس. في السجون الإسرائيلية ما يزيد عن ١٦ ألف أسير وهو قبل بـ الإفراج عن ١٠٤ فقط لا غير. وخلال هذه الفترة ألقت إسرائيل القبض على ٢٨٧ أسير جديد. وقتلت ٢٣ فلسطينيا. وعباس يعدد ويتوعد.
مسكين محمود عباس. سعيد هو بلقاء كيري والسفر والتجوال والانتقال من عاصمة لأخرى ونتانياهو يطبق نظرية إسحق شامير:«نفاوض ونفاوض إلى ما لا نهاية».