باريس – بسّام الطيارة (حاص)
إجراء تعديل للحكومة لم يعد احتمالاً بل بات ضرورة سياسية لفرنسوا هولاند بعد أن تعرض اليسار الحاكم أمس الأحد لنكسة قاسية في الجولة الثانية للانتخابات البلدية لفائدة اليمين في العديد من المدن الهامة فيما حقق اليمين المتطرف ولأول مرة الفوز في مدينتي بيزييه وفريجوس.
في الواقع كما حدث الأحد الماضي كانت نسبة الامتناع كبيرة مع نحو 38% حسب التقديرات الأولية. وخسر “الحزب الاشتراكي” خصوصا مدن روبيه (شمال) وريمز (شرق) وسانت اتيان وليموج وأنجيه (وسط) وكيمبير (غرب). وفازت الجبهة الوطنية بمدينتي بيزييه (جنوب غرب) وفريجو (جنوب) لكنها اخفقت في بربينيان (جنوب) وآفينيون (جنوب شرق). وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية 52,36 بالمائة، أي أقل من نسبة المشاركة في الدورة الأولى والتي بلغت 54,72 بالمائة في نفس التوقيت.
لكن بقاء رئيس الوزراء جان مارك إيرو يرتبط اليوم بحجم التراجع الذي سجله “الحزب الاشتراكي” في الانتخابات والتي تشكل أول اختبار على المستوى الوطني للرئيس فرانسوا هولاند منذ انتخابه في أيار/مايو 2012.
ويرى معظم المراقبون أن هذا الاختراق الذي حققه اليمين المتطرف يعكس يأسا اجتماعيا لذلك على السلطة التنفيذية التي ينقصها “التحرك بسرعة وقوة” للحد من البطالة وتخفيف الأزمة الاقتصادية التي تحيق بالمواطن الفرنسي
ولكن في حال إجراء أي تعديل حكومي مطلع الأسبوع المقبل سيجد هولاند نفسه أمام انقسام في حزبه اليساري حيث تحتدم النقاشات حول الخط الذي تتبعه السلطة التنفيذية وقد تبدو عملية تغيير الحكومة وكأنهاعملية تصفية حسابات داخل الحزب الاشتراكي.
ورغم أن اسم وزير الداخلية مانويل فالس الطموح الذي يتمتع بشعبية كبيرة يتردد لتولي رئاسة الفريق الحكومي متقدما على وزير الخارجية لوران فابيوس، إلا أت رئيس الوزراء الحالي جان مارك إيرو ما زال يشكل ضمانة لعدم تفكك الأكثرية اليسارية، ومن المتوقع أن يعمد هولاند إلى تغيير جذري في تشكيلة جديدة يبقى إيرو على رأسها.
وفي التفاصيل البارزة يفترض أن تبقى باريس بيد اليسار مع آن هيدالغو نائبة رئيس البلدية المنتهية ولايته برتران ديلانويه وأن تقدمت عليها في الدورة الاولى منافستها اليمينية ناتالي كوسيوسكو موريزيه. وبعد فوز مرشح الجبهة الوطنية من الجولة الأولى في اينان-بومون التي كانت معقلا عماليا في الشمال، قالت زعيمة هذه الجبهة اليمينية المتطرفة مارين لوبن السبت “إنه أول يوم من عهد جديد لاينان بومون”.