- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“حزب الله” يضعف بسبب الثورة السورية (مع تعليق)

“فيغارو” تسرد الوضع داخل حزب الله
تحت عنوان «حزب الله يضعف بسبب الثورة السورية»، كتب الزميل جورج مالبرونو مقالة طويلة جدا في صحيفة الفيغارو الفرنسية.
وقد لهثت المواقع وراء المقالة لما فيها من تحليل، بعضه جديد والبعض الآخر قديم مجدد بمعلومات تتلاقى مع ما يدور اليوم في فلك الثورة السورية وعلاقة “حزب الله” بها.
ولكن كم كانت دهشتنا عندما رأينا الطريقة المغرضة لترجمة المقال، حسب الموقع الذي ينشرها، أكان مؤيداً لـ”حزب الله” أو معارضاً له، فقد جاءت كلها على نسق «لا تقربوا الصلاة…» بحيث اقتطع كل ما لا يعجبه أو ما يساعده على إعطاء توجهاً معيناً للمقالة.
المقالة طويلة وقد فضلنا نشرها على دفعتنين لنعطي للقارئ متعة التأمل بمقولة «إذا ترجَمَ ألَّفَ… وإذا ألَّفَ تَرجَمَ».
لقد وضع موقع «أخبار بووم» خطاً  تحت الجمل المحرّفة ، ولونت باللون الأحمر الجمل والمفردات التي سقطت من الترجمات الأخرى، من دون الإشارة إلى المواقع التي حرفتها ولا إلى توجهاتها المتضاربة و«غير الإعلامية طبعاً» ولكن اللبيب من الإشارة يفهم.

“حزب الله” يضعف بسبب الثورة السورية

بقلم جورج مالبرونو
استدعى حسن نصرالله، الذي كانت تبدو عليه السويداء، مجموعة من زوجات كوادر “حزب الله” إلى معقله في الضاحية، وتوجه لهن زعيم أقوى تنظيم سياسي في البلاد يؤنّبهن قائلاً: «توقّفن عن استعمال أموال الحزب للعب دور البرجوازيات».
ويعيش “حزب الله”، بعد مرور ثلاثين عاماً على تأسيس أفواج المقاومة الشيعية، واحدة من أدقّ الأزمات في تاريخه. فهو بات مخترقاً من أعدائه. والـ١٥ ألف رجل من الجناح العسكري لم يعد أمامهم محتل يطردونه خارج حدود لبنان. كما السقوط المحتمل لحليفه السوري- الذي تمر عبره الأسلحة الآتية من إيران- يضع الحزب في وضع حرج للغاية. ويقول أحد موظفي الأمم المتحدة في لبنان «إن حزب الله لا يستطيع التخلي عن بشار الأسد»، ويضيف “إلا أنه في نفس الوقت، لا يعرف بماذا يجيب قاعدته التي لا تفهم لماذا، باسم المقاومة، يدافع عن الشيعة في البحرين ويطالب بمزيد من الحريات لهم، ولا يفعل الشيء نفسه بالنسبة للشعب السوري”.
وإزاء هذه الانزعاج، فرض الحزب الصمت التام في صفوفه، من دون أن يمنع هذا من استمرار الجدل في الداخل وإن كان بشكل سري. ويعود دبلوماسي بالذاكرة إلى «بداية الصورة في سوريا حين كنا نسمع أحاديث مذهلة تندد بالفساد وغياب الحرية في دمشق، وتحذر في الوقت نفسه من مجازفة “حزب الله” بتفويت فرصة مواكبة الديموقراطية».
عقدت قيادات الحزب في الأسابيع الأخيرة اجتماعات ليلية كان السؤال الرئيسي المطروح خلالها “هل يجب مشاركة مقاتلين إلى جانب بشار في حال تعرضت سوريا لهجوم من قوة أجنبية”. ويبدو أن نصر الله ليس من هذا الرأي.
حول هذه النقطة وحول نقاط أخرى تتعلق بالمعطيات الجديدة في دمشق، فإن التباين حاصل بين السياسيين الواقعيين الذين يدورون في فلك الوزير محمد فنيش والنائب علي فياض، وبين المسؤولين الأمنيين أصحاب خط أكثر تطرفاً من دون أن نستطيع تمييز الموقع الذي يقف فيه الأمين العام لـ”حزب الله” الذي بات يواجه مجموعة تحديات.
يقول رجل أعمال شيعي من جنوب لبنان «بات ينقص الحزب سيولة»، إذ أن إيران التي تحيقها العقوبات الدولية قلصت مساعدتها السنوية إلى الربع وباتت تقدر اليوم بنحو الـ٣٥٠ مليون دولار سنويا استناداً للمخابرات الفرنسية.
كما أن العائلات الشيعية المنتشرة في بلاد الغربة، تتعرض لضغوط الـ”أف بي أي” للامتناع عن تمويل الحزب الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية. وفي أغلب الأحيان فإن عمليات الجباية التي يقوم بها شباب من الجيل الثاني يتم الإبلاغ عنها للسلطات المحلية بشكل منهجي، عندما يتم كشفها من قبل أجهزة التنصت.
يقول السياسي فؤاد مرزومي (هكذا جاء في نص الفيغارو) إنه «حتى عام ٢٠٠٦ كانت كل عائلة شيعية مهاجرة تدفع لـ”حزب الله” ما يمكن تسميته بـ/ضريبة ثورة/»، ويضيف مرزومي إلا أنه منذ أن فرضت الخزينة الأميركية عقوبات على عائلة «تاج الدين» وشركاتها في كل من أنغولا وزامبيا «باتت العائلات تفكر ملياً قبل دقع المتوجب عليها». أضف إلى أن مواقف نصر الله قادت إلى طرد عدد من هذه العائلات المهاجرة في بلدان الخليج حيث الشعور المعادي للشيعة موجود بقوة. وينقل رجل الأعمال الشيعي (هكذا جاء في نص الفيغارو) بأن عائلات شيعية مهاجرة جاءت تطالب بـ«أن يصمت نصر الله إزاء الوضع في سوريا».
ويتابع السياسي «بعد عمليات إعادة البناء التي أعقبت حرب ٢٠٠٦ ضد إسرائيل، تلوث محيط نصر الله بالمال» وبات “حزب الله” «واسطة تمويل» بين إيران والمجموعات الراديكالية الفلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي) وهي بحدود ٥٠ مليون دولار سنوياً بهدف التصدي للمساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية وممثلوها المحليون في مخيمات اللاجئين. وقد توجه حسن نصرالله خلال مقابلة عبر شاشة لأنصاره بالقول «في أقل من سنتين أدخلتم الفساد إلى الحزب»، في إشارة إلى الفضيحة التي هزت الحزب عندما بدد أحد مسؤوليه الماليين صالح عز الدين (هكذا جاء الاسم في نص الفيغارو) ١،٦ مليار دولار من مدخرات كوادر الحزب والعديد من أنصاره.

Georges Malbrunot
يتبع: “حزب الله”- عماد مغنية- والعلاقة مع سوريا