- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فوبيا الإرهاب

Najat2014لم تحظ الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما الى المملكة العربية السعودية وإلتقى خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بإهتمام الصحافة الغربية ولا سيما الأميركية منها ، ولم تشكل عنواناً رئيسيا في كبريات الصحف الأميركية كما كان متوقعا عند الإعلان عن هذه الزيارة في الثالث من شهر شباط الماضي . صحيح أن الظروف تغيرت ودخلت عوامل عديدة منها أزمة أوكرانيا وتحول الإهتمام الدولي الى البوابة الأوروبية وإبتعاده عن ملفات المنطقة وعلى رأسها سوريا ، إلا أن الصحيح أيضا أن الإهتمام الأميركي بسوريا تحول تدريجيا مع تغير المشهد الميداني على الأرض بإتجاه سيطرة المجموعات الإسلامية المتطرفة مثل داعش والنصرة والجبهة الإسلامية وإبتعاد الجيش الحر عن المعارك الأساسية مع النظام السوري ، وهو ما إنعكس على الموقف من المساعدات الأميركية للمعارضة وتم تجميدها في مراحل معينة خوفا من وقوعها في أيدي المتطرفين .
زيارة أوباما كانت المملكة قد إستبقتها ببيان وضعت من خلاله «تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق، وداعش، وجبهة النصرة، وحزب الله في داخل السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثيين» على لائحة التنظيمات الإرهابية وهي خطوة وصفت بالتطمينية للجانب الأميركي من أجل فتح الباب أمام تقديم المساعدات العسكرية للمعارضة السورية وخاصة الصواريخ المضادة للطائرات وهو الطلب الذي لم يحظ حتى اللحظة  بالضوء الأخضر الأميركي على الرغم من التطمينات العديدة التي قدمت للأميركيين من بعض الأطراف من المعارضة السورية حول عملية المراقبة المشددة لهذا السلاح وهو ما عبر عنه نائب مستشارة الامن القومي للرئيس أوباما بن رودس عندما أبدى تخوفه من وصول هذه الصواريخ الى أيدي الإرهابيين .
رودس الذي رافق الرئيس الاميركي في زيارته الى الرياض  أعلن أنه تمت مناقشة سبل تعزيز وضع المعارضة السورية المعتدلة سياسيا وعسكريا معتبرا أن احد المواضيع الرئيسية للمحادثات هو كيف يمكننا تعزيز وضع المعارضة المعتدلة داخل سورية سياسيا وعسكريا كثقل موازن للأسد وأيضا بصراحة كوسيلة لعزل الجماعات المتطرفة داخل سورية. رودس ألذي  إعتبر ان العلاقة مع السعودية اليوم أقوى مما كانت عليه في الخريف الماضي حيث ” واجهنا خلافات تكتيكية” ، أكد أن التحسن حصل بفضل التعاون الوثيق بينهما من أجل تنسيق الدعم للمعارضة.
يختصر الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس في مقال له في صحيفة واشنطن بوست ،أقصى ما يمكن أن يقدم عليه الرئيس أوباما في مجال المساعدات ، ودائما بشكل سري ومن الخلف وتحت عنوان مكافحة الإرهاب ، بخطة لجهاز المخابرات الأميركية CIA لبرنامج تدريب عناصر للمعارضة السورية في معسكرات خاصة في شمال السعودية والأردن وقطر بما يعدل 600 عنصر شهريا من أجل تعزيز قدرات الجماعات المسلحة وهو يدرس فكرة الإعتماد على القوات الخاصة الأميركية أو عناصر من الجيش الاميركي في عمليات التدريب ، وقد عرضت دولة قطر تمويل هذا البرنامج في سنته الأولى إلا أن عدم حماسة سعودية ظهرت إضافة الى شروط رقابية جديدة وضعها الأميركيون في اتجاه الأشخاص الذين يتم تدريبهم لجهة هويتهم غير المتطرفة خوفا من ان يكون لديهم أي علاقة بالقاعدة أو داعش أو النصرة لا بل سيتم تدريب الجيش السوري الحر على كيفية قتال القاعدة حتى لو كانت تقاتل النظام السوري .

مما لا شك فيه أن هناك إنقساما في الولايات المتحدة الأميركية في إتجاه وسائل دعم المعارضة السورية على الرغم من الضغوط التي يتعرض لها أوباما من الداخل في الكونغرس كما من الخارج عبر حلفاءه ومنهم المملكة العربية السعودية ، إلا أن أوباما وبعدما أنهى إتفاق الكيماوي مع سوريا يبدو أن هاجسه كان وسيبقى الحرب على الإرهاب وأي تحرك أميركي في إتجاه الحل في سوريا عسكريا كان أم سياسيا سيكون حتما محكوما بفوبيا الإرهاب …