- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ماذا قال فيلتمان لـ 14 آذار؟

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

مر اسبوع ونيف على زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان إلى لبنان، وبدأت التسريبات تخرج من حفلات السمر الطويلة في شتاء بيروت… أو باريس. وبالطبع فإن أحاديث الصالونات لا تتوقف عند ما توقفت عنده الصحافة، فهي تذهب دائما إلى ما وراء الكواليس فتكشف عن بعضها إما بسبب «طبيعة جمعة الأصدقاء» أو لأهداف تستعمل مبدأ «طلب كتمان السر أفضل طريقة لنشره» وتوزيعه. وبالطبع فإن زلة اللسان لا مكان لها في عالم المسؤولين اللبنانيين.
إذا تجاوزت الأحاديث نقاطاَ أضاءتها الصحافة اللبنانية مثل عدم لقاء فيلتمان ورئيس الجمهورية ولقاء الديبلوماسي مدير عام الأمن الداخلي عوضاً عن وزير الخارجية، وحتى التنويهات وعلامات حسن السلوك التي وجهت لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض الدروس في أصول المعارضة التي استمعت إليها قوى ١٤ آذار المعارضة في لقاء خاص لم تدخله حلقة الأحاديث الخاصة. ما دخل هذه الحلقات بصوت مهموس مع بحة، خرج من «بلعوم عميق» تسريبات يمكن أن تحمل الكثير مما يؤثر على موازين واستقرار البلد، وبالأحرى زيادة عدم الاستقرار الذي يسكن بلد الأرز منذ أن غادرته «العنزة التي كانت هانئة بمرقدها».
ما قاله فيلتمان لـ«جماعة ١٤ آذار»، حسب ما نقله «الراوي» الذي يفخر بأنه من «هذه الجماعة»، كان بمثابة «حمام ماء بارد» تجاوزت مفاعيله بكثير ما سرب للصحافة حول حديث فيلتمان عن المحكمة وتناسيها لـ«أصول المعارضة وضرورة الاهتمام بشؤون المواطنين». مختصر ما قاله فيلتمان هو «أن الأسد ساقط لا محالة فتناسوا الحديث عن هذا الأمر»، ويكرر الدبلوماسي الأميركي «الأسد ساقط ولكن أنتم ماذا تفعلون؟».
الدبلوماسي الأميركي لجأ أيضاً إلى «باب المقارنات» ولم يكتف بالتنويه بالميقاتي وعمله بل أشاد «مرة وثانية وثالثة بشجاعته» وشدد على وعد الميقاتي بـ«أن يقوم بباقي الخطوات» وهذه هي الشجاعة حسب الزائر الأميركي. الذي شرح وأوضح للجماعة :«جنبلاط أنتم تعرفون ماذا فعل» والميقاتي نفذ ما وعد به، قبل أن يضيف ما تناقلته التسريبات بصوت منخفض «وبري ملتزم»، في إشارة غامضة لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعاد الدبلوماسي الأميركي للشرح والتكرار: «الأسد ساقط وسقوطه سيسبب زلزالاً على لبنان». وتابع بأن «حزب الله لن يكرر أيار»، إلا أنه تعمد التنبيه إلى ضرورة «عدم استفزاز حزب الله». ونقل الراوي أنه قال «في حال سجلتم انتصاراً عليكم أن تكونوا متواضعين وهادئين»، مضيفاً تعاملوا مع الأمر «بشكل غير جياش».
أوساط الميقاتي لم ترد التعليق على ما قاله المبعوث الأميركي ولكنها نقلت عن ميقاتي قوله «المحكمة باتت وراءنا». أما بالشأن السوري فإن محيط الميقاتي لا يعلق ولا يشرح بل «يطرح أسئلة: متى؟ كيف؟ وما هي الكلفة».
جيفري فيلتمان لم يتطرق إلى موعد لما هو محسوم بنظره، أي سقوط بشار الأسد. لم يقل للجماعة كيف، رغم أنه تحدث عن زلزال. ولا قارب الكلفة، رغم أنه كان يعطي دروساً بأصول الاهتمام بشأن المواطنين وبناء الأوطان.
يمكن أن تكون «الجماعة» قد اطمأنت لما قاله «جيفري»، ولكن «زوار السهرات» خرجوا وهم يرتعدون من هذه «التبشيرات» التي اختصرها «مواطن له حظ حضور هذه السهرات» بكلمات بسيطة يعجز عنها الساسة الكبار: “فليتمان جاء ليخلط أوراق تحالفات اللبنانيين ويفصل بينهم بشكل جديد، فيرمي شقاً بين حزب االله والاستاذ بري، ويمدح بالميقاتي ليقرب منه المترددين الذين ينتظروا إشارة الرضا قبل ركوب قاربه، وبالتالي يضعف سعد الحريري فيبتعد عنه بعض المسيحيين ليلتحقوا بالميقاتي الذي سوف يبتعد عنه عون، ويرمي الغموض على موقف جنبلاط الغامض أصلاً وكل ذلك بانتظار الزلزال السوري الذي كان صريحاً وحدثنا به وكأنه احتفال كرنفالي». كلام بسيط يشرح أمور معقدة يفهمها فقط سياسيو لبنان.